إعـداد متواصـل..

20 3 1
                                    

بَسـم ربّ صاحِب العصـر والزمـان

اللهُم صلِ على مُحمد وآل مُحمد
وعجـل لوليـك الفَرج والعافية والنَصـر.🌿💙

إعداد متواصـل
إن التأمـل بحركة الانبياء عموماً يكشف لنا عن حقيقة تاريخية واقعية،وهيَ أنهم كانوا في إعداد متواصل لكُل جوانب الحياة ومنهـا الدينية،ذلك لأن حياة الانسان بطبيعتها تكاملية ،تبدأ من حيث أنتهى الآباء وتواصل التكامل وهذا في الحقيقة فرق حياة البشر عن الحيوانات التي تُعتبر حياتها دائرية ،تبدأ من النقطة التي انتهى عندها الآباء وتنتهي في نفس النقطة،ولذلك تجد أن كُل نبي يهيئ المجتمع التالي لتلقي فكرة النبي اللاحق،فـموسى يُبشر بعيسى،عيسى يُبشر بمُحمد،وهكذا الرسول الاعظم هيئ الناس وبشرهم بعترته الطاهرة....الى الامام المَهـدي "رُوحي فداه"
إذن واحدة من سمات حركات الانبياء ،أنها حركة إعدادية ،أي أنهـا في إعداد متواصل..
والغيبة وطولها كانت{فيمـا كانت لأجلـه} من أجل هذا الإعداد ،الإعداد على المستويات المختلفة، إعداد النفسي، والجسدي والرُوحي ،والعسكري وكُل جوانب الحياة..
وهذا مايمكن أن نستكشفه خلال الروايات الشريفة،التي ذكرت أن الناس لابد أن يمـروا بالعديد من الاختبارات مختلفة المستويات،لينكشف المؤمن الحق من غيره
والخـلاصـة: أننا في عصر الغيبة سنمـر بعدة أختبارات من أجـل الوصول الى الاعداد المناسب للظهور،وتلك الاختبارات ستمر بالتالي:
سَيُغربل الناس في زمن الغيبة وتبدأ حينها مرحلة تزكية النفس من الشوائب،أي فرز النقاوة عن الشوائب..
وبعدها سيشتد البلاء أكثر، الى الحد الذي ينكسر فيه البعض، كناية عن زيغـه عن الطريق القويم وأنحرافه عن الجادة الوسطى..
وفي المرحلة الأخيرة سيتوب من يتوب،وسيثبت على المبدأ من يثبت، ليفرز زمن الغيبة عن آخره نماذجاً يمكن أن تقوم بمهمة التمهيد العملي للظهور والمشاركة فيه وفي أشارة الى تلك المراحل تقول الروايات الشريفة..
أولاً/الغـربـال،، عن عبدالله أبن أبي يعفور عن أبي عبدالله "عليه السلا" يقـول:((لابد للناس من أن يُمحصوا  ويُميزوا ويغربلوا،ويخرج من الغربال خلقٌ كثير..))
ثـانيـاً/التزكيـة من الشوائـب،،عن أبي بصير قـال: أني سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقول:((والله لتميزن،لتمحصن والله لتُغربلن كما يُغربل الزؤان من القمح...))
ثـالثـاً/الكسـر والتعميـر،، عن أبي عبد الله "عليه السلام"أنه قتال:((والله لتكسرن تكسر الزجاج وأن الزجاج ليُعـاد فيعود كما كان، والله لتكسرن تكسر الفخار، وأن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان، ووالله لتُغربلن ووالله لتُميزن، والله لتمحصن حتى لايبقى منكُم الا الاقل...)) وصعر كفـه
رابـعـاً/ التَـصفيـة،، عن صفوان بن يحيى قـال أبو الحسن الرضـا "عليه السلام" (( والله لايكون ماتمدون اليـه أعينكم حتى تمحصوا وتميزوا، وحتى لايبقى منكُم ألا الأندر فالأنـدر..))

عَـلى ضَفـاف الأنتِظـار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن