موت ام اختفاء ؟
موت ام اختفاء ؟ لاربعة عقود تقريبا كان بامكان اى شخص يمر عبر طريق 16 بالقرب من فايتيفيل٬ فيرجينيا الغربية ان يرى تلك اللوحة
الكبيرة التى تحمل صور خمسة اطفال اشقاء بشعورهم السوداء وعيونهم الواسعة واسفل صورهم نبذة عما حدث لهم ....
المكان منزل عائلة "سودر"فى فايتيفيل مدينة صغيرة بفيرجينيا الغربية الزمان الليلة التى عشية عيد الميلاد عام 1945 ,
جورج سودر و زوجته جينى خلدا الى النوم و كذلك فعل ابنائهم التسعة (لجورج وجينى ابن اكبر لكنه فى تلك الليلة كان
بالجيش بعيدا عن المنزل) , فى الساعة 01:00 تقريبا شب حريق فى المنزل استطاع جورج وجينى زوجته و اربعة من
ابنائهم الخروج من المنزل فى الوقت المناسب اما عن الخمسة الاخرين فتبخروا ولم يعثر لهم على اثر ....
حاول جورج إنقاذ اولاده فكسر النافذة ليتمكن من الدخول الى المنزل حتى ان رقعة من الجلد انسلخت من ذراعه و هو
يحاول الدخول , هناك قال جورج انه لم يتمكن من رؤية اى شيء بسبب الدخان والنار الذى كان قد اجتاح جميع الغرف في
الطابق السفلي غرفة المعيشة وغرفة الطعام٬ المطبخ٬ والمكاتب٬ كذلك غرفة نومه عاد جورج الى خارج المنزل و بهذا نجى
من الحريق هو و زوجته وابنته سيلفيا التى تبلغ من العمر عامين فقط لانها كانت تنام فى مهدها الموجدود بغرفة نوم
والديها و كذلك نجى كل من ماريون البالغ من العمر 17 عاما و جون البالغ من العمر 23 عاما و جورج جونيور 16 عام ٬
الذين كان قد فروا من غرفة نومهم في الطابق العلوي و استطاعوا مساعدة بعضهم البعض على ايجاد طريق الخروج من
بين الدخان والسنة النيران . لكن موريس٬ مارثا٬ لويس٬ جيني وبيتي كانوا لا يزالون بالداخل محتجزين فى غرف نومهم
بسبب النار التى التهمت الدرج وهو طريقهم الوحيد للنجاة.
فكر الاب فى طريقة لاخراج ابنائه الخمسة بحث عن السلم المتنقل الذى كان دائما موضوع بالخارج لكن هذه المرة لم يجده
ولا فى اى مكان اختفى السلم بطريقة غامضة , فكرة اخرى حاول تنفيذها جورج وهى قيادة احدى شاحناته الناقلة للفحم
وايقافها تحت النوافذ لكن الشاحنات خذلته ايضا وعلى الرغم من كونها كانت تعمل جيدا قبل ساعات الا انها ابت ان تتحرك
من مكانها وقررت ان تتعطل فى وقت حرج , كان كل شىء يتجه الى نهاية مأسوية فالاب واولاده الناجون فقدوا اصواتهم
تقريبا وهم يصيحون ويصرخون باسماء اشقائهم و كذلك باتت حال ذراع الاب سيئة جدا بسبب جرحه النازف .
نته ماريون طرقت ابواب الجيران لتطلب المساعدة لكن بعضهم لم يستجيب و البعض الاخر حاول الاتصال بادارة الاطفاء
لكن ولاسباب غير معروفة فشلت معظم محاولات الاتصال الا ان تمكن احدهم من الوصول الى الادارة التى قتلت اخر امل
لديهم بقولها حقيقة صادمة وهى ان اقرب نقطة اطفاء تبعد عن موقع الحريق عدة اميال ولن تتمكن من الوصول الا بعد
الثامنة صباحا ولكن حتى هذه الساعة كان المنزل سيتحول الى كومة من الرماد .
بعد اقل من ساعة توقف الحريق و من ثم تولت السلطات البحث عن جثث الاطفال لكن لا اثر لهم اين ذهبت جثثهم هل
تبخرت ام استطاعوا النجاة و على الرغم من عدم تاكيد الامر اعلنت السلطات وفاة الاطفال الخمسة , لكن والدتهم لم تقتنع و
اصرت ان اطفالها ما يزالون على قيد الحياة .
قبل وقوع الكارثة :
ليلة الحريق رن جرس الهاتف فى تمام الساعة الـ12:30 فاجابته جينى عندها
سمعت صوت انثوى غير مألوف سالها الصوت عن احد الاشخاص لكنها لم تعرفه
فاعتذرت من السيدة قائلة لها انها طلبت رقم خاطىء وقبل ان تضع سماعة
الهاتف سمعت السيدة تضحك بصوت عالى و حولها صوت كؤوس وضحكات
عالية كانها حفلة , قبل ان تعود جيني الى غرفتها تفقدت البيت وكانت ابنتها
ماريون نائمة على الاريكة فى غرفة المعيشة فاطفأت الانوار واسدلت ستائر
النوافذ و تأكدت من ان الباب مغلق ثم عادت الى سريرها وقبل ان تنام سمعت
صوت ضجيج فى العلية ما لبث ان توقف فتمكنت جينى من الاستغراق فى النوم
ولم تستيقظ بعدها الا على رائحة الدخان .
بعد الحادثة :
لم تتقبل الام فكرة ان اولادها قد ماوا بالفعل خاصة بعد ان اخبرها احد موظفين
ادارة الاطفاء ان العظام تبقى حتى بعد تعرض الجسد للنار لمدة ساعتين فماذا عن
حريق استمر فقط مدة 45 دقيقة , قامت جينى باجراء تجارب بنفسها على جثث حيوانات وطيور و بالفعل بقيت عظامهم ,
حير هذا الامر جينى اكثر كيف لخمسة اطفال ان يختفوا او يحترقوا حد التبخر فى حين بقيت قطع الاثاث حولهم حتى تلك
التى احترقت لم تتغير صورتها بالكامل واستطاعوا تمييزها .
حقائق اخرى اسفرت عنها التحقيقات وهى ان خطوط الهاتف قطعت باداة حادة ولم تحترق , كما اضاف احد الشهود انه رأى
رجل غريب يقف قرب مكان الحريق حاملا فى يده كتلة معدنية تبين فيما بعد انها احد اجزاء سيارة جورج والتى تستخدم فى
دفع محرك السيارة و هذا يفسر عدم قدرة جورج على تشغيل السيارة , كشفت حقيقة اخرى عند زيارة الاسرة لموقع الحريق
فيما بعد وجدت سيلفيا الصغيرة قطعة مطاط قاسية ملقاة على ارض ساحة المنزل عرف لاحقا انه نابالم من النوع الذى
يستخدم فى الحروب. توالت اقوال الشهود بعد الحادثة فشهدت احدى السيدات بانها رأت الاطفال يطلون من سيارة مارة
بقربها بينما كان الحريق ما يزال مشتعلا . سيدة اخرى تعمل فى موقف سياحي على الطريق بين فايتيفيل
وتشارلستون قالت بانها قابلت الاطفال الخمسة فى الصباح اى بعد الحريق بساعات كما انها اعدت لهم الفطور و قالت
السيدة ايضا ان الاطفال كانوا يستقلون سيارة تحمل لوحة ترخيص من فلوريدا , شاهدة اخرى وهى سيدة تعمل فى
فندق تشارلستون بعد ان رأت صور الاطفال فى الصحيفة قالت انها رأت اربعة منهم فقط قدموا فى منتصف الليل برفقة
رجلان وامرأتان بدا لها انهم من اصل ايطالى , لم تتذكر الشاهدة التاريخ بالتحديد لكنه كان بعد حوالى اسبوع من الحريق
كما ان سجلات الفندق تحمل التاريخ هذا لانهم قاموا بحجز غرفة كبيرة بها عدد من الاسرة , اضافت الشاهدة انها حاولت
التحدث مع الاطفال لكن احد الرجال المرافقين لهم منعها من ذلك و عاملها بطريقة عدائية واخذ يتحدث باللغة الايطالية
ورأتهم يغادرون فى الصباح التالى ..
نبوءة مخيفة :
قبل اشهر من وقوع الحريق ظهر رجل غريب بالقرب من المنزل لكن احدا لم يعره اى اهتمام , بعدها بفترة عاد الرجل مرة
اخرى الى بيت جورج واخذ يتجول فى الجزء الخلفى للمنزل ثم توقف امام صندوق الكهرباء واشار الى اسلاك منفصلة فيه
وقال "هذا سيتسبب فى احراق المنزل يوم ما" فكر جورج بالامر فطلب من شركة الكهرباء فحص هذا الصندوق لكن الشركة
اكدت على ان الوضع امن تماما , فى نفس الوقت تقريبا جاء رجل اخر موظف لدى شركة تأمين حاول حمل جورج على
شراء وثيقة تامين للبيت والاسرة لكن جورج رفض ذلك عندها غضب الموظف و قال محذرا "منزلك الملعون هذا سوف
يغطيه الدخان يوما ما واطفالك سوف يتدمرون" لكن جورج لم يأخذ كلام الرجل على محمل الجد وقرر تجاهله تماما , امر
غريب اخر وقع قبل الحادثة بوقت قصير جدا و هو ظهور رجل غريب اخر قرب الطريق السريع 21 اخذ يراقب الاطفال
الصغار باهتمام شديد اثناء عودتهم من المدرسة ...
بعد سنوات :
بعد سنوات من الحادثة كان جورج يتصفح احدى الصحف عندما شاهد صورة فتاة تلميذة فى مدرسة من مدارس نيويورك ,
كان جورج مقتنعا من انها ابنته بيتي لذلك استقل سيارته واتجه الى مانهاتن للبحث عن الفتاة وعندما وجدها رفض والديها
التحدث اليه , وفى اغسطس 1949 قرر جورج اعادة فتح التحقيق فى لغز حريق بيته فقام فريق التحقيق بعمليات بحث
وتنقيب كامل وارسلت كل العينات التى وجدت الى مؤسسة سميثسونيان التى بدورها اصدرت تقريرا جاء فيه : ان العظام
البشرية التى عثر عليها و هى اربعة فقرات قطنية تعود لشخص واحد و هو صبى فى 1716 من عمره , كما صرحت
المؤسسة ايضا ان الفقرات لا يظهر عليها اي دليل على انها تعرضت للاحراق هذا بالاضافة الى انه كان يجب العثور على
عظام اخرى فى المكان وبما ان وقت الحريق لم يستمر لاكثر من ساعة لذا كان من المتوقع العثور على هياكل عظمية كاملة
للاطفال الخمسة " فى نهاية المطاف و عندما لم يعثر على ادلة اخرى قد تفيد فى حل اللغز توقفت عمليات البحث , بعدها قام
جورج بمحاولة اخيرة وهى وضع لوحة كبيرة تحمل صور اطفاله واسمائهم واعمارهم و نبذة عما حدث لهم و جائزة مالية
ضخمة لمن يعثر عليهم او يقدم معلومات تفيد فى العثور عليهم ...و من ثم توالت البلاغات عن رؤية الاطفال هنا وهناك وكل
مرة كان يعود جورج بخيبة جديدة الى ان فقد الامل .
و فى صباح الاحد الايام من عام 1968 اى بعد ما يزيد عن العشرين عام ذهبت جينى
لتحضر البريد عندها وجدت رسالة لا يوجد عليها عنوان الراسل لكنها تحمل ختم ولاية
كنتاكى عندما فضت جينى المظروف وجدت بداخله صورة لرجل يتراوح عمره مابين الـ25
والـ30 سنة تقريبا وعلى ظهر الصورة مكتوب بخط اليد "لويس سودر. أنا أحب أخي
فرانكي" , قالت جينى وكذلك زوجها انه لا يمكن انكار التشابه بين ابنهم لويس الذي كان
فى التاسعة من عمره وقت الحريق وبين هذا الشاب الموجود فى الصورة .فله الشعر
المجعد نفسه و العينان البنيتان و كذلك شكل الانف .عاد الامل يداعب اسرة سودر من جديد
فقام جورج بتكليف محقق خاص ليتولى امر صاحب الصورة وأرسل المحقق إلى ولاية
كنتاكي. لكنه لم يتلقى منه اى معلومات جديدة . فى النهاية صرح كل من جورج وزوجته
بانهما كانا يأملان فقط بمعرفة ما اذا كان اولادهم قد ماتوا بالفعل ام انهم تعرضوا
للاختطاف ونجوا من الحريق حتى وان لم يتمكنوا من التواصل معهم فيكفيهم فقط معرفة
مصير ابنائهم .
توفى جورج عام 1968 دون ان يعرف اى شىء عن اولاده فى حين بقيت جينى زوجته
ترتدى الاسود كحداد على اطفالها الى ان فارقت الحياة عام 1989 .النهاية