اسكندرية سنة ١٩٦٥م في حي كرموز حيث يعيش ماجد علي شاب في مقتبل العمر يبلغ من العمر ٢٧ عام ،ماجد شاب ميسور الحال يعيش مع والدته واخته ليلي ،ليلي هي فتاة رائعة الجمال ولكنها سجينة الفقر ، والدة ماجد السيدة الوقورة عائشة التي تعمل بالحياكة لكسب قوت رزقها .
يستقيظ ماجد كالعادة علي صوت والدته " اصحي ربنا يهديك يمكن ربنا يرزقك "
نفس الصباح اليومي يستيقظ ماجد لينظر لنفسه في المراءة ويتحسر علي ضياع شبابه دون الاستمتاع به ، يذهب ماجد الي دورة المياه لكي ينظف نفسه من علامات النوم التي تزيد ملامحه تعاسة ، يذهب ماجد الي المائدة ليجد الطعام المعتاد الفول والجبنة والخبز ، ياكل ماجد ويشرب الشاي ويقرر النزول كالعادة للبحث عن وظيفة وكالعادة تدعي له السيدة عائشة بأن يرزقه الله .
ينزل ماجد ليقابل ضوء الشمس في وجهه فلا يستطيع أن يفتح عينيه في أول الأمر ولكن مع الوقت يفتحهما ليجد الحي الفقير الذي يعيش به نفس الوجوه ونفس الاشخاص وها هو المعلم سيد صاحب القهوة يناديه " استاذ ماجد ! يا استاذ ماجد ! "
يحاول ماجد ان يتجاهله ولكن لامفر من مواجهة الأمر يذهب ماجد للمعلم سيد صاحب القهوة ليقول له " عاوز ايه يا معلم "
ويرد المعلم " ايه مش ناوي تدفع حاجة من الي عليك "يتوجع ماجد من هذه الجملة التي تقال له يوميا ولكنه يحمد الله في نفسه ثم يقول للمعلم سيد " ادعي ربنا يرزقني يا معلم وهدفعلك كل الي عليا " ثم يذهب ماجد ليبحث عن العمل .
بعد مرور خمس ساعات من البحث والتعب يعود ماجد ليجلس في القهوة ، ينادي ماجد القهوجي " واحد شاي يا حودة " ويجلس ماجد يفكر فيما سيقول لوالدته عندما يعود البيت ليجد مصيلحي النجار يجلس بجانبه ليقول له " لقيتلك شغلانة يا استاذ ماجد "
ليرد ماجد " اخيرا قول ياعم مصيلحي ده انتا جيتلي من السما "
يضحك مصيلحي ويرد علي ماجد " الموضوع يعم أن كان عندي زبون كدة بعمله شغل عندي قالي أن المنارة القديمة المحافظة محتاجة حد يشتغل فيها هي اها فلوسها قليلة بس مافيهاش مجهود واهي اي حاجة تجبلك فلوس ،ايه رايك ؟ "
يفكر ماجد لحظات ثم يرد " اكيد موافق ، بس انا كنت اسمع أن في واحد شغال فيها من فترة مش كبيرة ليه سابها ؟ "
يرد مصيلحي " والله يا استاذ ماجد هو مسبهاش هو مات كان بيمر عليه عامل من المحافظة كالعادة عشان يطمن عليه راح المنارة ملقهوش ولما لاقي أنه مجاش الشغل تاني يوم راح لعيلته يسأل عليه لاقي عيلته عاملة عزاء ولما سألهم عنه قالوا إنهم سمعوا خبطة عالباب ولما فتحوا لقوا جثته وان سبب الوفاة أنه غرق بس ميعرفوش وصل ازاي لحد باب البيت "
لم يطمئن ماجد لهذا الكلام ولكنه تغاضي عن كل هذا لأنه يحتاج للعمل .
نظر ماجد لمصيلحي وقال له " انا موافق عالشغلانة يا عم مصيلحي "
يعود ماجد للبيت ليبشر والدته واخته أنه وجد عمل مما جعلهم سعداء هذا اليوم أكثر من سعادتهم بيوم نجاحه في الدراسة ، يدخل ماجد غرفته وينام عالفراش يفكر في الموضوع الذي قاله له عم مصيلحي وكيف سيبداء عمله غدا ولكنه كان منهك فغرق في النوم .
( تستكمل )