جلس عدى على مكتبه يقبض بيده كوب قهوته.. يضمه بغيظ... أوشك على تحطيمه من شدة ضغطه عليه.
منذ جاءت إليه هنا،جلست امامه بجمالها الملائكى.. صوتها الناعم الذى مازال صداه بإذنه للان.. تجمع الدموع بعينيها... نظرات الخوف المشوبه ببعض القلق والاضطراب مع الحرج.
يتذكر جيدا ضرله المبرح لايهم وهو يفكر في كم الرعب الذى عاشت به تلك الصغيرة وهى تحت ضغط وتهديد منه.. مجرد تفكيره فيما كان يريده منها تزاد حالته سوء يقسو بضرباته ولكماته له أكثر... كيف هدده بطريقته الخاصة وجعله يبتعد عنها نهائيا.
أغمض عينيه بغضب أشد وهو يتذكر كم مره هاتفها وهى لاتجيب ابدا.. لم يكن قلقلا عليها لأنه يعلم كل خطواتها وأنها بخير وببيتها... إذا هى لا تريد التحدث إليه... لماااا... ولماذااا.. مالعيب به يجعل كل فتاه تعجبه لا تبادله ابدا.
الأغرب انه جلس مع نفسه مطولاً... اختلى بنفسه يقارن...الآن فقط اتضحت الرؤية... لم يعشق مليكه لقد تركها بلا ادنى مجهود... كذلك تغريد... هو حتى لم يعافر لأجلها ولو دقيقة او حتى يتمسك بها.... لكن تلك الريتال ذات العيون الخضراء.... اااه منها... يشعر انها زوجته... منذ أن وقعت عينه عليها واتخذ القرار... مع مليكه ظل لأشهر حتى قرر خطبتها.. حتى تغريد استغرق الأمر منه كثيراً على عكس ريتال.... أول ما دلفت لمكتبه تتهادى فى خطواتها المرتبكه... يعلم... لقد اخافها بنظراته التى كادت تخترقها... لم يستطع السيطرة على حاله واخافها... لكن لما.. لما تتهرب منه.. هى حتى لم تشكره على موقفه معها.. هل هكذا ترد المعروف.
دقات خفيفة على الباب ودلفت بعدها سكرتيرته تناديه :مستر عدى.. مستر عدى.
لم يجيب عليها.. عقله منشغل.. غاضب بشدة فرددت :مستر عدددى... حضرتك سامعنى؟
أخيراً انتبه عليها بوجه منزعج قائلاً :ايوه ايوه... اححمم.. فى حاجة؟
نظرت له باستغراب.. منذ عملها معه لم يسبق ورأته هكذا.
تحدثت بحيادية قائله :فى واحدة برا طالبه تقابل حضرتك.
قلب عينيه بملل وارتشف القليل من قهوته يقول بضيق شديد :لا انا مش عايز اقابل اى حد دلوقتي... اصلاً ياريت تلغى كل المواعيد وتمشى انتى النهاردة انا اصلاً شويه وهمشى.
اتسعت عينيها بزهول... عدى يضيع ساعه واحده من وقته... لم يسبق وفعلها.. منذ أن عملت معه وهو يعمل كالساعه.
رفعت كتفيها وقالت :خلاص زى ما حضرتك تحب انا...همشيها.
عدى :تمام.. وخدى باقى اليوم اجازه... انا هلم حاجتى وامشى دلوقتي.
السكرتيره:اوكى يا فندم.. بعد إذنك.
عدى :اتفضلى.
وقف على الفور.. التقت هاتفه ومفاتيحه... اغلق حاسوبه... فتح هاتفه يتفقده على أمل بأن يجد مكالمه فائته منها... زفر بإحباط وضيق وقد خاب امله.
أنت تقرأ
إنصاف القدر(كامله)
Ficción Generalعشق مستحيل.. كيف وهو بمقام والدها ولكن جاء انصاف القدر بمفاجئه له وللجميع. وعلم انها كتبت على اسمه من اول يوم لها بالحياه ولكنه كبير العائله والمؤتمن عليها من قبل الجميع... ماذا يفعل وهو يقتله العشق والشوق كل ليله