「 رؤية - Vision 」

2K 191 282
                                    

-- النسخة العربية -- 

يرسمُ القدر مسالك حيواتنا، يجعلها مختلفةً ومتباعدة تارةً، وأخرى متشابهةً متقاربة.

هذه المرة، أكتبُ لكم قصة قصيرة أتحدثُ بها عن تجربتي الشخصية مع الحجر الصحي الذي مضينا فيه جميعًا.

بدايةً، هذه القصة هي جزء من شراكة Wattpad مع Honor. ويا لحبي لهما؛ لإتاحتهما الفرصة لي كي أساهم ولو بمقدار بسيط في هذا العمل الرائع.

إذًا، هل أنتم جاهزون لنغوص معًا في ذكرياتي لهذا العام؟ البسوا خوذكم وارتدوا احزمة الأمان؛ فالطريق وعرٌ بعض الشيء اصدقائي!

في منتصف شباط، حيث كانت النسمات لا تزال باردةً والعصافيرُ مختبئة في أحضان اعشاشها، حينها بدأت شرارةُ الفوضى.. كان بداية الفصل الدراسي الثاني لمرحلتي الجامعية، التجمعات كثيرة والضحكات عالية والمحاضرات مستمرة. كُنتُ سعيدةً جدًا مع صديقاتي نظرًا لكوننا قد اجتزنا منتصف الرحلة الصعبة، ولم يتبقى لنا سوى القليل لتبدأ مرحلة أخرى أكثر إثارةً.

في ليلةٍ باردة من ليالي شباط، كانت السماء تُمطر صارخةً برعدها مُنيرةً ببرقها. الرياح عاتيةً قوية، تهبُ هنا وهناك مُطيرةً النوم برفقةِ اوراق الشجر. تلك الليلة لم أفهم سبب غضب السماء، وما فاتني أنني لم اعرف أنها كانت خائفةً علينا عوضًا عن الغضب؛ نظرًا لكون العدو على أبواب البشرية. 
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر مساءًا ذلك اليوم، حينما تم تأكيد سقوط أول جندي بشري بأسر كورونا مُعلنًا عن الإصابة الأولى في العراق. ارتعش قلبي ودب القلق روحي؛ لم تكن حدود قدرات كورونا واضحةً بعد، لِذا فقد كنتُ خائفةً من بطشه.

توقفت الجامعات والمدارس، أُغلِقَت الأبواب والنوافذ، نُشِرت التعليمات الصحية وبدأت حملات التوعية على مواقع التواصل والتلفاز، وفُرِضَ الحجر المنزلي حينما بدأت فجأة الإصابات تزداد يومًا بعد يوم.. بعضُ الناس التزم بتلك التعليمات وراح يُخزن المواد الغذائية في منزله ويَحُد من عدد مرات خروجه من الطبيعي إلى الضروري، لكن البعض.. كان غير مُباليًا، لا بسلامته ولا سلامة غيره، ممّا سمح للوضع أن يتداعى أكثر فأكثر. عدد الإصابات بدأ يتجاوز الألف، صالات المستشفيات وأروقتها مُلئت بالمصابين، وأسماء الموتى عُلِقت على الأبواب، لكن لا يزال الكثيرون غير مدركين بخطورة الوضع.

أما عائلتي، فلله الحمد كُنا ملتزمين بشدة بجميع الإجراءات الوقائية والتعليمات الصحية، لو غادرنا المنزل فسنغادره للضرورة القصوى مُرتدين الكمامات والقفازات الطبية، مُحافظين على المسافة بيننا وبين الآخرين، وإلا فلن نجتاز عتبة المنزل.

ضوء | Lightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن