كوخ الغابة المسكون
ذهبت كاثي التي كانت قد أكملت للتو عامها الرابع عشر و عائلتها في رحلة لمزرعة اجدادهم الواقعة خارج مونتجمري، بولاية ألاباما. كانت الرحلة طويلة ومملة من أتلانتا خاصة بسبب الجو الحار، فور وصولهم انشغل الوالدين في ترتيب البيت الريفي فخرجت كاثي و شقيقتها نان للتجول في الغابة وجمع الازهار البرية , هناك توقفتا امام كوخ صغير تكسوه النباتات و الحشائش كان الكوخ قديم و متهالك و نوافذه محطمة يبدو كأن كل شيء فيه ميت بالفعل , اثر موجة تهور اجتاحت عقل كاثي ركضت مسرعة إلى الكوخ وتوقفت امام الباب الذي كان شبه مفتوح و قالت "هل هناك احد بالداخل" لكن لم يجبها احد فضحكت لانها كانت متأكدة من ان المكان مهجور , تجولت كاثي مع شقيقتها في المكان , بالغرفة الرئيسية كان هناك غبار يغطي كل شيء و كذلك خيوط العنكبوت كانت هناك اريكة متهالكة و سائدها مقطعة اما الغرفة المجاورة فقد كانت تحتوي على مطبخ مع طاولة طعام صغيرة عليها اطباق و المقعد موضوع في منتصف الطريق بعيدا عن الطاولة وكأن احد كان يجلس عليه و وقام تاركا المكان على عجل , شعرت الفتاتان ان هناك من يراقبهما فغادرتا المكان بسرعة و قبل ان تخرجا من المكان عاد الفضول ليتغلب على الخوف مما دفعهما للعودة و الصعود إلى الطابق الثاني , فتحت كاثي باب على يسار الدرج ثم صاحت قائلة " يا للعجب" كانت تنظر إلى سرير نحاسي قديم لكنه ما يزال جميل مع لحاف قديم يبدو عليه انه استقبل العديد من الحيوانات البرية المختلفة. تراجعت كاثي واغلقت الباب و عبرت القاعة واتجهت إلى غرفة اخرى فتحت بابها ثم وقفت مصدومة. وقفت نان على اطراف اصابعها لتتمكن من الرؤية من فوق كتف شقيقتها فرأت امامها غرفة نظيفة مع أثاث قديم و متهالك لكنه أنيق لا أثر للغبار عليه بالمكان سجادة و ستائر على نوافذ مفتوحة وهناك وسط الغرفة يقف حصان هزاز، كان يتحرك ذهابا وإيابا بسرعة كبيرة كما لو كان هناك طفل جالس عليه.ثم أخذت سرعته تنخفض تدريجيا حتى توقف تماما , في الغرفة كان هناك ايضا سرير طفل مع كرسي هزاز بجانبه،على الجانب الآخر من الغرفة كان هناك صندوق خشبي قديم. بسرعة ذهبت كاثي إليه و خلفها نان ركعت بجواره ثم قامت برفع الغطاء و سط الاشياء القديمة الموجودة
داخله عثرت كاثي على رسائل قديمة كشفت لها تقريبا عن هوية اصحاب الكوخ. قرأت كاثي الرسالة الاولى و اتضح انها من الزوج الذي كان جندي يقاتل في ولاية فرجينيا. وكتب لزوجته يقول "اشتقتلك لك كثيرا و كذلك لابننا الصغير. ما يخيفني هو أنني قد لا اكون قادر على العودة الى الوطن لأكون معكما ". اعادت الرسالة إلى مكانها ثم التقطت كاثي رسالة أخرى و بدأت القراءة بصوت عال لكنها توقفت فجأة و بدأت الدموع تنهمر من عينيها تناولت نان الرسالة و قرأتها كانت هذه المرة من الزوجة لزوجها "حبيبي اصيب ابننا بالالتهاب الرئوي، ولأن الطبيب أرسل بعيدا مع القوات لم أجد احد لينقذه". وضعت نان الرسالة مرة أخرى في الصندوق ثم تناولت قطعة ورقية صغيرة كانت برقية من الجيش جاء فيها "سيدتي يؤسفنا ابلاغك بأن زوجك قد لقي حتفه أثناء القتال".... لدقائق عم الصمت المكان قبل ان يسمع في الغرفة صوت أزيز يرافقه صوت ناعم يردد تهويدة , بسرعة اعادت نان البرقية إلى الصندوق واغلقته و خرجتا كاثي و نان بسرعة من الغرفة أثناء ركضها إلى الخارج شعرت نان بشيء ما لمس ذراعها تلفتت حولها لتجد الكرسي الهزاز يتحرك ببطء ذهابا و ايابا و صوت الغناء أصبح أعلى , لكن هذا لم يوقفهما بل اكملتا الركض حتى خرجتا من البيت و عندما شعرتا بالاطمئنان في الغابة وقريب من البيت لم تمانع كاثي من إلقاء نظرة إلى الوراء و نان أيضا فعلت لكن هذه المرة لم يكن البيت مهجور بل كان هناك صبي أشقر ينظر إليهم من نافذة في الطابق الثاني , من شدة الخوف ركضت الفتاتين بسرعة خلال الغابة دون ان تشعرا بالخدوش التي اصابتهما نتيجة الاحتكاك بالنباتات البرية ذات الاشواك , بعد عودتهما إلى المنزل أخبرتا والدهم بالقصة لكنه قال شيئأ أثار الرعب أكثر فقد قال " انه كان هناك بيت بالغابة فعلا قبل سنوات طوال يعرف الجميع قصته وهي بالضبط ما عرفوه من الرسائل لكن للقصة بقية فبعد معرفة الزوجة بموت زوجها غادرت المكان لانه يذكرها بطفلها و زوجها , لكن بعد فترة اتضح ان الزوج ما يزال حيا و عندما عاد لم يجد زوجته قام باحراق المنزل من شدة الحزن و حاليا لم يبقى للبيت أي أثر" و بالفعل أخذ الوالد ابنتيه و ذهبوا إلى حيث وجدت كاثي و شقيقتها الكوخ لكنهم لم يجدو شيء سوى حطام منزل محترق .