رِسَالةٌ إِلى أَحدِهم | فَرَاغْ

87 12 3
                                    


_29 آيار _

كأن تبدو كل الطرق مسدودة و غايتنا في الحياة هي النَفَس.

كان بوم الجمعة كئيبا وحسب اعتقادي ستنطوي الأيام خلفه بكل بؤس، بذلك الضجيج الذي ملئ طاولة الطعام من أحاديث العائلة هناك شيء مغلق بقلبي، يضغط بقوة فيعتصر  ما تبقى من تماسكي وشجاعتي،

و رغم أن الأحاديث الخانقة توقفت منذ وقت و أخذ زيك يتكلم عن آخر رحلة في لندن قضاها مع عائلته لازمني شعور مُر.

كنت تائها ابحث بين أعينهم عن علامات تدل على الضجر والرغبة بانهاء هذا الاجتماع لكن على مايبدو كانو مندمجين.

وفي لحظة ما صرخ نويل

  " هناك!.  هناك أفعى"

نهضت امي فزعة تنظر حولها بهلع كذلك زيك و غري وقفا برعشة اعترت جسديهما، نظرت مطولا بعيون نويل حيث بادلني بصمت ثم اشاحها وأكمل

" متأكد انها كانت هنا لكنها سريعة!"

اظنها كانت إشارة أخيرة لانهض، تركت المكان في فوضاه خلفي وصعدت صوب غرفتي.

كان علي شكر نويل سواء اكان صادقا او كاذبا لكني ارجح الخيار الثاني فحسب معرفتي به سيكون هو اول من يهرع للخارج خائفا، لكني و مرة أخرى فكرت، 'ربما تغير'.

كما حدث مؤخراً بمجريات حياتي، سلسلة من التغيرات طرأت بدون حسبان.

استلقيت على فراشي واخذت بي الأفكار تعصف ضاربه رغباتي بالهدوء عرض الحائط
كأن الاطمئنان ممنوع.

لاشيء يذكر، فقط المزيد من الشعور المقيت هذه الليلة، لم أكن جيدا بالتصرف حياله، وحينما امعنت النظر فيما سرح به خيالي ادركت المعضلة؛ نعم أنا في أوج اشتياقي إليه.

إلى احدهم :
اعتذر ان بدت لك الطرق مقطوعة بيننا و الشوارع مطفئة ولو ماعاد منزلك يتسع لشريك، أعتذر ان بدوت لك مقصرا متكبرا يخشى خسارتك ففرطت بك دون ان ادري ايما سبيل  إليك، أعتذر ان اوصلتني المواصيل الى نقطة النهاية معك بينما كنت و مازلت بدايتي وطريقي الغير مبتور، اعتذر ان بدى لك اهتمامي لؤم و فيضان مشاعري إليك مجاملة، أعتذر ان كنت انانيا في قولها لكني وحيد، اشتقت لك فكن بخير.

|جُونْ وانْتسُون|

أفْضلِيات أنْ تَكونَ زَهرَة حَائِط || مُذكَراتْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن