الفصل الثانى عشر - الرعب

181 15 5
                                    

لم يكن من الصعب على اروجانز ان يقوم بجرح يده، بل لم يكن من الصعب عليه ان يجرح اى احد من قبل، لم يعلم لما تردد مع سولى، شعر وكأن عقله يقوم بخداعه
وضع اروجانز اصبعه ف الكوب ثم فى فمه لأنه لم يرغب ان يشرب دمائها من الكوب مباشرة، لم يرد ان تظنه مقزز
كان مذاق الدم قويا يشبه طعم المعادن، ولكن قد اكتملت الطقوس اخيرا
"اعطينى يدك" قال اروجانز وهو يمد لها يده الجريحة، اخذتها، فسالت دمائهما معا على الارض وعلى ملابسهم
ظنت سولى انها ان رأت اشخاص يقومون بتلك الطقوس فى عالمها فسوف تظن انهم اما مجانين او عبدة شياطين يحاولون استدعاء سيدهم
اغمضت سولى عيناها . . بضع دقائق مضت ولم يحدث شئ، ولكن ها هو الضوء بعيدا
""انا اراه"" قال اروجانز ولكن لم تسمع سولى صوته بأذنيها، بل سمعت صوته يتردد بداخل عقلها كالصدى فى غرفة مغلقة، كأنه يفكر فى عقلها . . . لم يكن الامر مريحا لها على الاطلاق، كانت تشعر بالغرابة، ولكنها توجهت للضوء وهى تتمنى ان ينتهى كل شئ سريعا
شعرت وكأنها تسبح للوصل لذلك الضوء، شعرت وكانها تبذل مجهودا كبيرا فقط لتقترب منه
كانت ترى يداها تمتد امامها محاولة الوصول، ولكن الضوء كان يزداد كلما اقتربت، كان الامر مخيفا . . شعرت وكأن ذلك الضوء الشديد سيحرقها فى مرحلة ما، كأن له القدرة على ان يذيب جلدها من على هيكلها

اقتربت كثيرا، فلم تعد ترى سوى ذلك الضوء يحيط بكل شيء، الضوء فى كل مكان ولا يمكنها حتى ان تغلق عيناها او عقلها عنه، اصبح مزعجا وبشعا، ولكن لم تعلم ماذا سيحدث ان اخرجت نفسها من تلك الحالة، هل سيتأثر واقعها او عقلها؟

كانت على وشك ان تخبر اروجانز انها ستنهى الامر عندما ظهر باب . . . باب حديدى كبير يبدوا عليه القدم، كان هذا الباب مألوف لها كثير
كانت قد وعدت نفسها انها لن تفتح اى ابواب حديدة مرة اخرى . . . فما سببه لها اريز من كوابيس كان كافيا، لا مجال لشئ اخر ليؤرق نومها
ولكن انفتح الباب بدون ان تلمسه او تقترب منه كاشفا عن ما ورائه من عتمة
""لنتقدم"" تحدث اروجانز مجددا
قاومت خوفها وقلبها الذى كاد ان ينفجر من الرعب وتقدمت الى الباب
كان الظلام دامس بالداخل، فظلت تنظر حولها الى ان استطاعت ان ترى جيدا، ولكنها ارادت الرحيل بمجرت ان وضحت معالم المكان
وجدت نفسها على ابواب منزلها فأنتشر الرعب فى قلبها، لعنت نفسها وظلت تخبر نفسها انها يجب ان تتشجع، فهى ليست بطفلة
تقدمت قليلا فوجدت ابيها يقف امام الخزانة القديمة وبيده يد مكنسة قديمة . . . "سو حبيبتى" كان يقول ابيها بصوته العميق الذى لطالما كرهته
رفع ابيها يداه وبدأ ينهال على الخزانة بالضربات، فتعجبت سولى كيف صمدت تلك الخزانة كل هذه السنوات
"اخبرتك اننى سأعثر عليكى ان كنتى بنهاية العالم" قال، فشعرت سولى بالاختناق وبدئت تتراجع، ارادت ان تخرج، ارادت ان تبتعد، كان صعبا عليها ان تعيش تلك الاحداث، واخر شئ تريده هو رؤيتها تتكرر
""سولى لا تخافى"" قال اروجانز ""اصمدى""
ادخل صوته الطمأنينه لقلبها . . . فتذكرت انه موجود وانها ليست وحدها فى ذلك المكان، ادركت ان هذا ليس بحقيقة، ان ابيها لن يؤذيها هنا . .
ببطء تقدمت، لم تعلم ماذا ينبغى ان تفعل هنا، اتشاهد ابيها يحطم الخزانة، ام تنتظر الى ان يظهر باب اخر.
كانت خلف ابيها مباشرة، نظرت الى الخزانة التى تكاد ان تتحطم . . . تسائلت هل ان تركته يستمر سترى نفسها تُجر خارج الخزانة من قبل والدها، ولكنها غير مستعدة لرؤية هذا
اخذت نفسا عميقا، ثم وجهت ركلة فى مؤخرة ركبة ابيها
شعرت وكأن قدمها ستمر من خلاله ولكن على العكس، سقط ابيها بعنف فارتطم وجهه بالخزانة بعنف شديد ليسقط على الارض مغشيا عليه
""احسنتى"" قال اروجانز
""تمنيت فعل ذلك كثيرا بالماضى"" قالت وهى تتجه للخزانه تحاول فتحها
ببطء فتحتها، فوجدت انعكاسها لها، كان بالداخل مرآة
شعرت بالخوف للحظة لرؤية انعكاسها، ولكنها ابعدت ذلك الخوف بعيدا ولمست المرأة
وجدت اصابعها تغوض بداخلها وانعكاسها يتلاشى، بدون ان تنتظر موافقة اروجانز على التقدم، وقبل ان يبدء قلبها بالارتعاش خوفا، قفزت بداخل المرآة

وجدت نفسها تسقط والظلام حولها دامس، لم تستطع ان ترى شئ ولكن كان هناك صوت صراخ بشع يملئ اذنيها، شعرت بالهواء يسحب من رئتيها فلم تستطع التنفس، تملكها الرعب والخوف، احست وكأن تلك هى نهايتها . . . ويا لها من نهاية حقيرة مقارنتا بما مرت به

عاد الهواء اليها فأستطاعت التنفس، بدء كل شئ حولها يستقر، شعرت وكأنها اخيرا هبطت
بدئت تنظر حولها فى ذعر، فتأكدت ان ما تراه سيظل يؤرقها طوال حياتها
كان المكان حولها مظلم، لا يوجد نور سوى من القمر المكتمل بالسماء والذى على غير العادة كان مضي بشدة، لم يكن هناك نجوم او سحب، فقط سماء كاحلة السواد يبدو بها القمر كأنه ثقب مضئ
حولها كان جبال، بعضها شاهق الارتفاع وبعضها صغير، وعلى احدى الجبال الصغيرة رأت ما يشبه العرش، لا لم يكن كرسى كبير، كان هذا العرش فى اعلى الجبل محفور بداخله وعليه دوائر عديدة بداخلها احرف من لغة لم تتعرف عليها سولى
عليه كانت تجلس امرأة، او قد تكون امرأة، ترتدى فستانً احمر قصير نهايته ممزقة، يلتف حول جسدها اسلاك شائكة تجعل الدم يتلألا على اذرعها وقدميها، كان جسدها نحيل . . وكان لونه ازرق شاحب مثل لون الكدمات
ولكن قدميها، لم يكونا طبيعيين، كان هناك اكثر من قدم ربما خمس اقدام، ولكن يستقر على الارض قدمان فقط، ثلاث اصابع بكل قدم، وحول كل قدم تلتف الاسلام الشائكة
ولكن وجهها، علمت سولى انها لن تنسى هذا الوجه لبقية حياتها، كانت متيقنة انها ستراه كثيرا من الان وصاعدا فى احلامها
كانت المرأة او الشئ بدون اعين، كان مكان الاعين مغطى تماما بطبقة من الجلد المجعد بنى اللون ولكن كان هناك دماء تسيل من ذلك الجلد لتجعلها تبدوا وكأنها تبكى دماء، كان شعرها اسود طويل يتطاير حولها
ظنت سولى ان اريز قد يبدوا وسيما بجانب هذا المسخ
ولكن بدء الرعب عندما فتحت تلك المرأة فمها
"تعالى هنا" صرخت المرأة بصوت يشبة الصرير، احست سولى وكأن الاف الابر قد هاجمت اذنيها وشعرت بقلبها ينتفض، فماذا تفعل فمثل هذا الموقف
------------------

انا اتأخرت فى نشر الفصل دة لأنه كان صعب، وكبير وتفاصيله كتيرة، كان محتاج تعديلات كتير
اتمنى اكون مطولتش ف التفاصيل والصورة وصلت زى م تخيلتها ♡♡

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن