قصة نجاح

130 6 2
                                    

ولدت هنا في هذه المدينة الكبيرة عاصمة الثقافة والابداع الشارقة، ومنذ ولادتي كنت مشوه الوجه ولدي إعاقة كبيرة في قدماي حيث كانتا غريبتان، وكل هذا كان وراء مشكلة كبيرة حدثت أثناء ولادة أمي، عندما كنت صغيرا لم أكن أهتم كثيرا بإعاقتي، حيث أنني لم أكن أخرج من المنزل، لهذا اعتقدت ان هذه الإعاقة عادية وأنني كجميع الأشخاص في هذا الكون، وأيضا كان لعائلتي الدور الأكبر في تحفيزي، فأنا وحيد والدي لهذا كان شغلهم الشاغل هو أنا، كانا يسعيان دائما إلى رسم البسمة على وجهي، وعلاوة على ذلك كنت أتلقى دراستي الابتدائية على يد والدي، فقد كنت ملما بالرياضيات والعلوم واللغة العربية وغيرها الكثير، ولكن في أحد الايام انقلبت الأمور أتدرون لماذا ؟ حسنا سأخبركم: في مساء أحد الأيام وعندما ظن والدي أنني أغط في نوم عميق، أخذا يتحدثان بشأن الذهاب إلى المدرسة وتسجيلي بها! ماذا يا إلهي ركضت الى غرفتي التي فيها أحزاني وسعادتي، وأحلامي وطموحاتي، وارتميت بنفسي على السرير وأخذت أفكر في هذا العالم المجهول والذي يدعى " مدرسة " بصراحة كنت أشعر أن هذه الكلمة كالوحش كلما أسمعها ارتعد خوفا وتوترا، مرت الأيام ووالدي يحدثاني عن عالم المدرسة الذي بدا لي أنه جميل بعض الشيء، ولكن من يدري ماذا يخبئه القدر من مفاجآت.

وأخيرا جاء اليوم المنتظر كنت أمشي تارة وأتراجع تارة، وكنت وقتها أرتجف من الخوف حتى شعرت أن زلزالا يهزني، ولكن والدي كانا يربتان على كتفي وهم يرددان بعض العبارات المحفزة، احتضنت والدي ووضعت أول قدم لي داخل المدرسة وقبل ان ادخل همست امي في أذني : ( أحيانا ليست الحياة كلها جميلة ولكن يمكننا التركيز على النواحي الجيدة ، ومهما تكن احتياجاتك فأنت متميز ) مشيت إلى الداخل أكثر فرأيت اعين الناس تتجه نحوي ولكنني تذكرت كلمات أمي ورميت ذلك إلى إعجابهم بي حتى لو لم يكن كذلك، دخلت إلى الحرم المدرسي فأرشدني المعلم إلى صفي الدراسي دخلت الصف وجلست في مكاني مثبتا نظري في الجدران فلم يروق لي أن أضع عيني في أعين الطلاب، حتى لا يقومون بالتعليق على شكلي الغريب، مرت دقائق معدودة حتى دخل المعلم الفصل بحماس وهو يقول بصوت عال: مرحبا يا أولاد، ستكون هذه الحصة فقط للتعارف سأعطي كل منكم ورقة صغيرة ليكتب كل منكم اسمه وطموحه في المستقبل هيا معكم 5 دقائق للكتابة، مضت 5 دقائق كسرعه البرق، ثم قال المعلم: هيا وأشار على ولد في آخر الفصل وقال: انت يا صغير اقرأ ما كتبت

-أنا .. أنا اسمي خالد

-حسنا يا خالد عرفنا على شخصيتك ماذا تحب؟ ماذا تريد ان تصبح في المستقبل؟

-فضحك ساخرا وقال: وهل ندري إلى متى سنعيش؟ لماذا نفكر في المستقبل من الآن؟ لا يا معلمي أنا ما زلت صغيرا سأعيش حياتي وألعب فقط، لن أتعب نفسي بالتفكير في مستقبلي.

قصة نجاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن