لا مشاعر هُنا.

877 46 21
                                    

لفتّ ماري فوطتها حول جسدها النحيل وجففت شعرها وبدأت ترتشفُ قهوتها لقد عادت من الشركة منذ مايقارب الاربع ساعات فقد قضت ماتبقى لها من وقت مع السيد مارك

ولكي تكون صريحه فهذا الرجل جعلها تشعرُ بالكثير من الراحه والبهجه انه يحبُ المزاح كثيراً كما انه بطريقةٍ ما يجعلها تستشعر وجود والدتها بشكل دافئ وجميل

لا تعلم لماذا تشعرُ هكذا بجانبه لكن لن تحارب هذا الشعور فهو يجعلها مرتاحة البال وسط هذه الفوضى بدأت ترتدي بيجامتها السوداء ولفتّ بطانيتها الصغيره حولها وعادت لتتصفح هاتفها،

اخبرها مارك اليوم الكثير من الاشياء كما انه قام بأخذ رقم هاتفها مما جعلها تشعرُ بالقليل من التوتر لكن ذلك شيئ طبيعي ويجبُ عليها ان لا تظهر خوفها وشكها بالجميع هكذا،

تركت هاتفها وبدأت تنظر للسقف بعد ان استلقت على اريكتها منذُ وقت طويل لم تشعرُ بحاجتها لوجود اصدقاء او زملاء عمل ربما يجبُ عليها الان ان تتغير من اجل خطتها

يجبُ عليها ان تكوّن اكبر قدر ممكن من الزملاء لكي يكون لها اعين في جميع انحاء هذه الشركة بدون علمهم سوف يكونون مجرد بيادق في خطتها ولن يتأذى احد الا من يخفي الحقيقه يجبُ عليه ان يتأذى كائناً من كان

فجأه عادت بتفكيرها لجوناس هل ربما له علاقه بما يفعلهُ والده؟ هل يعلم؟ماذا سوف يحصل اذا علم بأن والده مختلس وكاذب؟ فمن الواضح انه يحبه حباً شديداً هذا مؤسف من اجله لكن يجبُ ان تأخذ العداله مجراها نهضت بفتور وهي تحاول اخماد هذه الافكار بالنوم فغداً لديها عمل طويل سوف يبدأ من الصباح الباكر يجبُ عليها ان تثبت اهليتها لهذه الوظيفه وتبعد الشكوك عنها ولا يتم طردها اطفأت الضوء ودلفت لغرفتها لكي تنام..

في هذا الوقت من الليل كان جوناس ذاهباً لمنزل جدته و طوال طريقه كان يفكر بأن والده لم يعد يحتمل اعباء هذا العمل ويجبُ عليه ان يتوقف فقد ان الاوان لكي يتقاعد ويرتاح ويدع العمل كله عليه فهو يستحق ذلك

ما يغضبه حقاً ان والده مازال لا يثقُ بأهليته لهذا العمل مازال يعامله كأنه طفل صغير بالرغم من انه الان في الثامنة والعشرون من العمر الا انه يشعرُ بجانب والده انه مازال في العاشره طفلاً بكاءاً صغيراً

مؤخراً اصبحت تغضبه الكثير من الاشياء غير هذا الامر اولها عمه مارك ذلك العجوز الاحمق ولماذا اصبح فجأةً يغضبُ منه هكذا؟

صحيح بأنهما يعلمان ان هناك حرباً بارده تسري بينهما لكنهما ليسا قادرين على اعلانها او القبول بها كان جوناس بطبعه لا يحبُ عمه كثيراً فهو يظنُ انه لا مُبالي واناني ولا يستحق ان يعمل عملاً مهماً في شركة والده لكن كالعاده فهو لا يستغرب اهمال والده لرأيه ومشورته فهو دائماً هكذا سوف يراه طفلاً احمق لا يعرف شيئاً ما باليد حيله ابداً يجبُ علي احتمال هذه المهزلة حتى النهايه فقد اعتدت ذلك،

أحببتُه،أحببتُها. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن