قصة قصيرة بعنوان : (الزريقا وغباوة التاية )
بقلم : #أمل_طارق
استندت على جذع شجرة "النيم " بعد أن نال منها التعب ، انزلت حقيبتها المدرسية من ظهرها والقت بها على الارض وسرعان ما انزلق جسدها بانسيابية فقد كان هزيلا شاحبا ، أخذت تتأمل أوراق الأشجار المتساقطة ، بدت وكأنما تتراقص وتتسابق لتصل الى الأرض ، وبين الحين والأخر ترسم على حفنة من الطين جمعتها في غفلة ، تملكها الشرود واحتواها الألم ، كانت تتردد في مسامعها دائما :
( أنتي زرقا وشينة ،طالعة على منو ؟! )
فمنذ ولادتها تكهنت النساء بأن طفلة شادية "الحنانة" ستكون سوداء اللون ، وما إن خرجت الداية تحمل الطفلة حتى تهاتفن لرؤيتها .....
#زمان
_ زي ما قلت ليكن سودا طلعت ، الاضنين سود يوم يومين وياهو تقولو التاية قالت
_ يختي يا التاية انتي مفتحة اليومداك قالت لينا ود أمونة طالع اعرج وهو يا يمة يادوب طلعوا من البطن ما معروف راسو من قعرو ، وبت السرة سرك بت أم جمعة قالت طالعة البت دي لجنة انتي يا التاية بتشوفي ونحن مالنا خبر ؟!
سرعان ما أخذت التاية طرف جلبابها وبصقت عدة بصقات نافرة من كلام المرأة ومستنكرة :
_ بري هسسسس لا بشوف لا شي استغفرتك يا مالك روحي اجي دايرة تقلبيني كافرة على اخر عمري ؟! يختي دي الخبرة الخبرة
ردت الأخرى مستنكرة :
_ ههها وبطني دي ما شالت يا دي ! ما شالت خمسة
!!
اسرعت التاية قائلة :
_ انتي ما مغفلة ساي ، يومي معدياها ساساقة ما خالا ولادة ما حاضراها .. نسوان الفريق ديل كلهن حضرتي ولاداتهن مالك صغيرة ولا صغيرة ؟!
ارح وارح نبارك للمرا دي ما تقول كشينا من بتها الزرقا دي ، سريع ونتخارج
ضحكت الأخرى ضحكة استهتار ثم اردفت :
_ هههي الله يجازيك يا التاية ضحكتيني ، لكن مالو ؟! سودا سودا الكريمات راقدة بكرة تتمسح تبقا ستهن على حدهن وكان شالت شعر أمها كمان تبقى حكاية
ردت التاية في عجل :
_ برضو البت لون واولاد عمهن كان ابوهن تاني ماف زول جايهن من الفريق ، براو عمر مشى اتشوبر بدل يجيبلو مرتا كدي بيضا تفتح النفس مشى جابها زرقا زي حنتها البتسويها
انتهرتها سيدة بحذر :
_ هشششش اسكتي يسمعنك يوصلنوا ليها قومي قومي ارحكاكي نبارك من بعيد اصلها بتكون راقدة لسه ماخابرة لينا شي وجعت راسنا بالصواريخ البشوفها يقول والدة أسد ما كيس فحم
#فلاش_باك
قطع تفكير المراهقة الشاردة صوت قادم من خلفها ، انتفضت في فزع ...
_ هااا
* هيي يا السارة ازيك
_ اهلا يا نهى
* مالك قاعدة هنا ماتمشي لجوة غيري ملابسك دي
_ والله كنت تعبانة قلت انقعد في شجرة النيم دي شوية وعجبني هواها
*خليني من الهوا ما سمعتي الخبر ؟
_ بري والله
* يا بت اولاد سرور واولاد الكاشف متذكراهم ؟
_ مالم
* قالوا يختي اجتمعوا الكبار في بيت راجل التاية وضبحوا الضبايح وجابوا الحاجات بالدفارات وقالو نقطو لاسماعيل راجلها دا قريب خمسة مليون ووصو التاية تفتش ليهم عروسات من بنات الفريق وسامعة تحت تحت قالو لافة الحلة بيت بيت
_ امممم
