الحلقه الخامسه المخادعه
*****************************عاد اندروا متأخرا بعد ظهر اليوم التالي , ودخل غرفة براندت ،وأغلق الباب خلفه.لم تتوقع صوفي ان تراه قبل ذهابها مع هوارد لكن عندما نزلت الساعة السابعة وجدته في الردهة مسترخيا. كان لايزال يرتدي ثياب السفر ،وبدا تعبيره مكفهرا عندما استدار ووجدها تتردد عند المدخل .
تقدمت صوفي بحذر في الغرفة ، وشعرت بأحراج، وهيا تحاول ان تبدو عادية في حديثها:-
- هل كانت رحلتك جيدة؟!
تمهل قبل ان يجيبها بأقتضاب :-
- ناجحة .
- اوه.حسنا ،اعتقد أنك متعب.
- لا.هل يجب ان اكون .؟!
تعمد ان يكون معاندا استدارت صوفي بعيدا . لم يكن في وسعها الدفاع عن نفسها عندما يجابهها بهذا الشكل.
- فهمت انك ستتناولين العشاء مع هوارد.
جعلتها كلماته تستدير نحوه ثانية.
- نعم لابد انه سيصل في أي لحظة.
- أذا أردت نصيحتي . لا تقتربي من هوارد.
علق بوضوح . ،وشعرت صوفي بموجة من العصبية تذوب أمام فورة من الغضب التام.
-لا أذكر أنني طلبت نصحك؟!
-لا،ولكنني أقدمه في أي حال.
- لماذا ؟ لماذا لا أخرج معه؟!
- أول شيء، عمره أكبر من ان يلائم عمرك . ثم أنه يعاني من وهم أنك جنيفر بعثت حية.
أخذت صوفي نفسا مرتجفا:-
- نحن مجرد أصدقاء.
- حقا!.
تناول سيكارا من علبة على الطاولة، ووضعه بين أسنانه.
- حسنا لا تقولي انني لم أحذرك!
تنهدت صوفي ،وراقبته وهو يشعل السيكار، ويمجه بعمق ثم هتفت به بحنق:-
- اتمنى لو انك تتوقف عن التحدث بهذه الطريقة فأنت....أنت شقيق في النهاية.
- أذن كيف تودين أن أكون؟!
احنت صوفي رأسها:
-فقط لا...لا تستدرجني دائما .
- اوه فهمت. لا تستطيعين مجاراتي, هذا ما في الأمر؟!
نظرت اليه .كانت عيناه قاسيتين، وفمه ينم عن تهكم ،وقالت باندفاع:-
- الحمد لله ان جان لا يشبهك.
- ألا يشبهني ؟ !أليس مثلي ؟! هل أنت متأكدة من ذلك؟!
- طبعا.أنا متأكدة . أنني استمتع برفقته.
- ولا تستمتعين برفقتي ؟!
- لا تتهمني بشيء لم أقله.
- اعتقدت أن الاستنتاج هذا حتمي.
- تظن أنك حاذق اليس كذلك ؟!
- ليس بصورة خاصة. كانت ملاحظة معقولة.
- اوه.!
استدارت بانزعاج , فببساطة لم يكن في امكانها ان تربح مناقشة ضد مقاومته التي لا تتزحزح..
- أعتقد أنك تحب ...ايذائي.
اتكأ اندروا على الر ف قائلا بجمود:-
- لا أشاطرك الرأي .
- بل انك تفعل ،وارتجف فم صوفي , لماذا لا تتحدث الي من دون ان تكون متهكما طوال الوقت؟!
- هل هذا ما افعل ؟!
- انت تعلم ذلك!
هز اندروا كتفيه العريضتين بكسل. ،ولاحظت عضلاته القوية تحت قميصه القطني الرقيق .
- اذا امتنعت عن ان اكون ،ولأستعمل تعبيرك،متهكما ،معك، هل ستبتعدين عن هوارد؟!
ارتفع حاجبا صوفي دهشة:-
- تعني...تعني أن أرفض الخروج معه؟!
- ليس الليلة , فالأمر مقضي . أعني....لا تقبلي أي دعوات في المستقبل..
بدت الحيرة على صوفي ،وسألته:-
- ولكن لماذا؟!
ضاقت عينا اندروا:-
- انه طلب مباشر. اجيبي .
- ولكن ماذا في استطاعتي ان اقول ؟ سيبدو الأمر ... وقحا جدا.
- أخبريه أنك تزمعين القيام بأمور أخرى . أخبريه انك تخرجين معي .
- معك؟ اندهشت صوفي , ولكنه سيعلم أن الأمر غير صحيح.
- سأجعله صحيحا.
- ولكن لماذا تفعل ذلك؟
- هوارد صديقي. ولا أريده أن يتأذى مرة أخرى. اذا كان في مقدوري منع ذلك.
ترددت صوفي:-
- ماالذي يجعلك متأكدا أنني سوف أؤذيه؟!
- ستعودين الى انكلترا، اليس كذلك؟! عندما تنتهي هذه اللعبة!!
- ماذا تعني بهذه اللعبة؟!
خفق قلبها بشدة.
- مجرد اصطلاح ، هذا كل ما في الأمر. في أي حال ،الأمر فعلا لعبة أليس كذلك؟!
أعني ....الوضع بمجمله.
لم تعرف صوفي بما تجيب. لكن لحسن حظها سمعا محرك سيارة تقترب من الباحة في الخارج.
وقال اندروا بجفاف :-
- يبدو انه حضر. لا تزعجي نفسك. سيدخله أحد الخدم.
هزت صوفي رأسها ،وقالت باضطراب:-
- اتمنى لو أنني غير ذاهبة.
هز كتفيه ،واعتدل في وقفته:
- لماذا؟! ستمضين وقتا طيبا في الغالب .
- بعد هذا الذي قلته؟!
- نعم. ضعي هذا الحديث جانبا.
- كما لو اني استطيع.
- حسنا ....تذكريه اذن . فقط لا تخططي أي شئ ليوم غد لأنني سآخذك الى جنيفيرا.
- جنيفيرا؟! أين هذا المكان؟!
- انه خليج صغير ، على مسافة من هنا , ولا يمكن الوصول اليه الا عن طريق البحر. والشاطئ هادئ، والمياة ضحلة. فكرت أنك قد تودين تجربة الغطس.
- الغطس؟! شعرت صوفي بأثارة خفيفة ، يبدو الأمر مثيرا.
-انه كذلك.
كان ذلك صوت جان ، واستدارت صوفي نحو الباب لترى انه دخل الغرفة للتو.
- هل كان والدي يخبرك عن نزهة الغد المقترحة؟!
- انت تعلم؟!
-بالطبع
- اوه , فهمت. فجأة فقدت النزهة المقترحة شيئا من جاذبيتها . هل ستأتي انت ايضا؟!
اجابها بمرح:-
- حاولي ان تمنعيني . لا استطيع الأنتظار لأجعلك تشاهدين ما يوجد تحت الماء .
هزت صوفي رأسها ،وابتسمت ابتسامة طفيفة، وشعرت بعيني اندروا تحدقان فيها. لم يكن لحديثهما علاقة بقراره ان يأخذها في نزهه،ولا شك أن والده هو الذي اقترح الأمر . فهو أيضا اراد ان يبقيها بعيدة عن هوارد.
جاءت احدى الخادمات الى باب الردهة ،وقالت:-
- السيد فليمنغ هنا يا سيد ى جاء من اجل الأنسة
- اطلبي منه ان يدخل يا راكيل.
أمرها اندروا بهدوء، وهو يطفئ سيكاره في منفضة عاجية:-
- هل تتناولين شرابا قبل ان تخرجي يا اشلى ؟!!
لم يتسع الوقت لصوفي كي تجيبه، فقد دخل هوارد فليمنغ الغرفة ، وبدا أنيقا جذابا ،وهو يرتدي بدلة بنية غامقة، وغاير مظهره المتآنق , مظر اندروا المتعب من جراء السفر لكن مع ذلك , فلو انها كانت صادقة مع نفسها لاعترفت بانها تفضل البقاء في المنزل تلك الأمسية على قضاء أمسية وجها لوجه مع رجل توقع يوما أن يتزوج جنيفر..
أنت تقرأ
المخادعه مترجمه
Romance"المخادعه المقدمه" **************** الصدفة تلعب دورا هاما في الحياة الانسان أشلى لا تخلو حياتها من الدهاء ،والخبث طلبت من صديقتها واعدةإياها بدفع المبالغ المترتبة لمدرسة الرقص في حال قيامها برحلة بدلا منها لزيارة جدها الذي لا يعرفها صوفي قبلت ال...