columbine_12
- Reads 70,388
- Votes 4,923
- Parts 31
فات الأوان على المقاومة... أنا غرقت.
غرقت، والتهمتني غياهب البحر، حتى تلاشى وهجي في ظلاله الباردة.
بسكونٍ مُر، تبعه سلامٌ من نوعٍ آخر؛
سلامٌ لا يهدي سوى الآلام الوحشية، بلا درب، ولا رفيق.
كتّفتُ يديّ إلى صدري، أنظر إليه بتمعّن.
لقد ارتدى اللثام هذه المرّة أيضًا...
"ألن تنتهي هذه المسرحية؟ ألن تتركني وشأني؟"
اعتدل بجسده، يقترب نحوي بخطى مهدّدة لم تخلُ من الهدوء،
يدنو حتى استطعت الشعور بأنفاسه تلفح وجهي،
مردفًا بهدوئه ذاته:
"مهزلتنا لن تنتهي، بل ستكبر لدرجة لا يمكنكِ توقّعها.
منذ اللحظة التي خطت بها قدماكِ أرضية هذا الكوخ،
فأنتِ ضحيّتي بكل تأكيد.
لن أترك طيفكِ يتحرّك خارجه خطوةً واحدة دون علمي.
ستدفعين الثمن... بروحكِ، أُوار رايت."
تعلّقتُ بين الحياة والموت، أصرخ دون صوت،
كأن الصمت سكنني، والبحر اختارني قبرًا لا يُدفن فيه أحد.
ما عدت أقاوم، لكنني ما سلّمت.
أنا هناك... في المنتصف.
فهل يولد السلام من شراسة الحرب،
أم أن الحرب ما كانت يومًا سوى وجهٍ آخر لسلامٍ مفقود؟
--
•صُنِّفت الرواية ضمن تصنيف البالغين بسبب احتوائها على بعض المشاهد المليئة بالدماء، وطرق القتل والتعذيب، ووجود عقليات ملطخة وسامّة، وليس بسبب مشاهد أُؤثم عليها أمام الله، ولا لتلوث صورتي كمُسلِمة.
جميع الحقوق محفوظة لي ككتابة.
بدأ