RidaTalha6
لم تكن أسطري حقيقة و إنما تقدير لحياة العجوز الذي بداخلي ، حين يخطو أولى خطواته في هذا العالم بعد سن الأربعين ، و لعمري لم أكترث لما سبق من محاولات لرسم صورة أوضح اعتمادا لما أعيشه اليوم ، غير أنه في آخر محاولة عند آخر سطر حين وضعت نقطة النهاية أجهشت بالبكاء ، تملكني الرعب و الخوف ، و أشفقت على حالي و أنا كهل بسيط المعرفة قليل الخبرة فاقد الذاكرة ، و في كل الفصول لم يكن صديقي ذاك إلا وهما رافقني فترة كهولتي ، تحسست ملامحه أكثر من مرة ، و لا مرة خالجني فيها الشك ، كان حقيقيا لدرجة أنه كان يبتسم لنكاتي ، و يتأثر لسرد مقاطع من حياتي ، مجزءة كانت ، تروى ساعة قبل النوم ، و على مائدة الإفطار ، كل الذين تعاملوا معه ، تعاملوا معه من خلالي ، كنت صورته في هذا العالم ، بينما هو لم يكن إلا جانبا من حقيقتي كإنسان ، حقا ؛ إن المرء لا ينسى تماما ، ربما يتناسى فلا يكاد يؤمن بأنه واقع في غايابات النسيان ، لكن القلب يأبى إلا أن يحمل هم نبضاته