s51111114
صوت الرعد أيقظها من دوامة أفكارها الخاملة بفزع، نظرت إلى ساعة الحائط المحطمة بتركيز، كانت لا تزال الثالثة صباحًا أي أن حيها البسيط لا يزال غارق في دهمة الليل الساكن.
هي لا تزال طفلة وتخاف من الوحدة الموحشة، وإن كانت مشوهة وتحمل على جبينها لقب الوحش الصغير، وإن كان يجب على الجميع أن يخاف منها لا أن تخاف هي، فحتى الوحوش لديهم قلوب تنبض في صدورهم، وربما تسري الرجفة في أوصالهم أكثر من بريئي الأوجه غيرهم!
توجهت نحو تلك المرآة الذهبية الإطار، الكائن الوحيد الذي يستحق الذكر هنا، شعرت أنها تنجذب للداخل، قرصت نفسها ظنًا منها بأنها تحلم، لكنه لم يكن كابوسًا بل حقيقة، حقيقة مموهة بغشاء الوهم، وفجأة عبر جسدها المرآة، ووجدت نفسها في عالم غريب!
عالم مغاير عن الواقع، عالم خيالي ساحر، قلب كل الموازين، وعكس لها كل المفاهيم، عكس روحها الطيبة على مرآة الحقيقة، مسح وشم الحكم الجائر عن ذاتها الملثمة عن المجتمع بسبب غطرستهم الواهية، عالم طفولي أنعش روح الطفلة البريئة داخلها، كما كان يجب أن تكون، وكما كانت من قبل أن تعصف بها زوبعة القدر المشتعلة.
قصة قصيرة فائزة في مسابقة فانتازيار(٢٠٢٠).
مشاركة في مسابقة كالاتشو الموسم الرابع.
الغلاف من تصميم المبدعة: -Leitus@.