Ira_aa666
بقلم: الكاتبة إيرا أحمد
كانت المدينة تمطر، كأن السماء تبكي عن خطيئة لم تُكتشف بعد.
الليل ثقيل، والأضواء البعيدة تلمع فوق الطرقات المبتلّة مثل شظايا ذاكرة ترفض الموت.
وقفت نور عند زجاج المقهى، تحدّق في انعكاس وجهها المرتبك، وفي الخلف ظلّ رجلٍ يتأملها من بعيد.
لم تكن تعرفه... أو هكذا ظنّت.
الوردة الزرقاء التي بين يديها كانت تذبل ببطء،
ورائحتها الغريبة تُثير في قلبها شيئًا لا تفسير له - خوفٌ خافت، وحنينٌ موجع، ووعدٌ ضائع.
قالت في سرّها وهي تشدّ على ساق الوردة:
> "ما الذي يمكن أن يخفيه القدر خلف لونٍ لا يشبه شيئًا؟"
ثم التفتت... وفي اللحظة نفسها، اختفى ظلّ الرجل.
كل ما بقي هو طيف عطرٍ ثقيل وصوتٌ بعيد همس باسمها -
> نور...
تراجعت خطوة، تتبع أنفاسها المرتبكة،
بينما المطر يزداد عنادًا، والمدينة تختبئ في صمتها،
كأن شيئًا ما على وشك أن يحدث... شيئًا لا عودة بعده