JAWAHIR_A
- Reads 1,137
- Votes 96
- Parts 4
لم تكن الحياة كريمة معها، ولم تكن هي أيضًا ممن يرجون الكرم من أحد.
وُلدت أفيانا في قلب العاصفة، فتاةً بنصف جذورٍ في إيطاليا ونصف ذاكرةٍ في اليونان. كل ما حولها كان مزيجًا من الجمال والفوضى، من الثراء الفاحش والعلاقات المكسورة، من الحب الذي لم يكتمل، والدماء التي لم تُغسل بعد.
في طفولتها، اختبرت الخيانة من أقرب الناس، وتعلّمت أن العالم لا يمنح الرحمة لأولئك الذين يترددون.
وفي سنواتها المراهقة، كانت الهاربة، المُطارَدة، "الوريثة التي لم يرِدها أحد"، الابنة التي حُكم عليها بالنسيان.
ولكنها لم تختفِ عبثًا... لقد كانت تبني لنفسها قفصًا من نار، لتعود يومًا وتحرق كل من ظنّها انتهت.
قالوا إن أفيانا منتيغيو ماتت في حادث غامض،
لكنهم لم يعلموا أنها كانت تحضّر لموتٍ آخر... موتهم.
والآن، بعد رحيل جدتها لوتشيا - المرأة الوحيدة التي آمنت بها - عادت.
عادت ومعها حقيبة ممتلئة بالأسرار، قلب لا يعرف الرحمة، ووصيّة تقلب ميزان السلطة في عائلة لا ترحم.
عادت بجانب فابيان... رفيق الطفولة، الحامي، رفيق الجريمة، والأخ الذي لم تلده أمها.
لكن عودتها لم تكن فقط لأجل الورثة، ولا من أجل دفن الماضي...
بل لتصفية حساباتٍ كُتبت منذ زمن، بدَمٍ وحبرٍ غير مرئي.
تخيّلوا صدمتهم حين يرونها تتنفس من جديد،
تلك التي بكوها، ظنّوا أنها أ