Tulip908
- Reads 4,758
- Votes 204
- Parts 27
الهوى يا سادة ...
ذاك سبيلٌ مَن سار فيه، قلّما عاد...
هو دربٌ موصودُ الأبواب، ومضمارٌ زلقٌ، لا يُؤمَن مَغَبّتُه...
لعنةٌ أُبتلي بها العاشقون، فغدت قلوبهم كالرميم، تشتعل بلهيب الشوق وتئن تحت وطأة الحنين...
فكم من مُتيّمٍ جفاه النوم، وسهّد ليله الهوى؟
وكم من محبٍّ سُقي كأس العشق حتى الثمالة، ثم تجرّع كؤوس الفُرقة والألم؟
ذاك قيسٌ ، فصيح بني عامر ، أميرهم في العشق والهوى ، هام بليلى فصار مجنونها، أفكان له غير التيه مآل؟
وذاك روميو ، فتى فتيان فيرونا ، صُرع بعشق چولييت، وما نجت بهما سبل الحياة...
وعنترة، فارس عبس ، هذا صاحب المهند العبسي، ما أضنته الليالي شوقًا لعبلة!
وأنطونيو ، هذا قائد الفرسان ، خيرة قواد روما ... ما أضاعته كليوباترا بين أهداب حبٍّ لا يُرتجى له أمان!
العشق - يا كرام - لعنةٌ ضاربةٌ في أعماق الزمن، ابتدأت حين نظر آدم إلى حواء، تلك التي خلقت من أعوجه الأيسر ، كان قريب من القلب ولكن أصبح هو القلب نفسه .. فرأى فيها سكَنًا بعد وحشة، ودفئًا بعد برد، فهام بها قلبه ومالت لها جوارحه، وكانت الفتنة الكبرى...
ومنذ ذاك الزمان ونحن في إثره سائرون، نهوى ونهوى، نسقط ونعود ، نكتب الروايات، ونبكي الخواتيم...
فيا تُرى، هل لتلك اللعنة من خاتمة؟
أم كُتب على القلوب أن تهيم بلا رجعة، وتُصلب على مشانق العشق