SORA_POET
حيث رُفِعَتْ راياتُ العِزِّ والشَّهامة،
حيث كُتِبَتْ حِكايَةٌ دونَ بِداية،
حيثُ كانتِ الحياةُ بلا سَلامٍ،
بلا أمانٍ، بلا طُفولة،
بلا ذَنْبٍ، بلا شيء...
سِوى قَدَرٍ كُتِبَ عليهم.
خلفَ القُضبانِ الحديديَّة، تجثو فتاةٌ صغيرة، تُطوِّقُ نفسَها بِذراعَيْها، تُحاوِلُ استيعابَ الكارثةِ الّتي حَلَّتْ بها. لم يكنْ ذنبُها إلَّا أنَّها نَطَقَتْ بالحقيقة، أنْ كَتَبَتْ الشِّعرَ بصَوتٍ لم يُرِدِ العالمُ أن يسمَعَهُ.
في سجونِ سوريا، تحتَ وطْأةِ الاحتلالِ، كانَ القَمعُ والتَّعذيبُ نَمطًا يَوميًّا للحياة. سأنسجُ بينَ الواقعِ والخيالِ حكايةً تَتَجلّى فيها مأساةُ السُّجناء، حيثُ كُلُّ مَشهدٍ من العَذابِ حَقِيقيٌّ، كُلُّ أَنينٍ سُمِعَ في الظَّلامِ كانَ صَدى لِقلبٍ يُحتَضَر.
لكنَّ هذهِ القِصَّةَ ليستْ عن فتاةٍ واحدةٍ فقط، بل عن كُلِّ مَن دُفِنَت أصواتُهُم في الزَّنازين. هي عن الكلمةِ الّتي تُقالُ بِشَجاعة، عن الحُبِّ الّذي يَنمو في أكثرِ الأماكنِ ظُلمةً، عن إنسانَيْن يَفصِلُ بَينَهما الدينُ والثَّقافةُ، لكنَّهُما يَجتَمعانِ على الحُرِّيَّة.
هيَ حِكايةُ الصُّمودِ في وَجهِ القَمعِ، وَرِوايةُ القَلبِ الّذي يُحارِبُ ليَبقى نابِضًا، حتَّى في أَعماقِ الجَحيم.