> لُورِين، ذاتُ البَشَرَةِ الوَضّاءَةِ كَبيَاضِ الثَّلجِ، وَالشَّعرِ الحَرِيرِيِّ المُنسَابِ كَضَوءِ القَمَرِ، كَانَت تَحمِلُ في عَينَيْهَا أَثَرَ لَيلٍ طَويلٍ لم يَنَمْ. فَتَاةٌ يَعتَصِرُهَا الوَحدَةُ كَزُجَاجٍ مُتشَقِّقٍ، أُمُّهَا رَحَلَت فِي سُكُونٍ مُؤلِم، وَوَالِدُهَا لَم يَبقَ لَهَا إِلَّا كَكِسْرَةٍ مِن صَوتٍ يَنبِضُ بالكَرَاهِيَةِ. تُخفي حُزنَها خَلفَ بَسمَةٍ خَجُولَة، وتَمضِي... كَأنَّهَا لَا تَنتمي لِهَذَا العَالَمِ. جِيُون جُونغكُوك... ذَاكَ الٱسْمُ الَّذِي يُهمَسُ فِي المَمَاتِ قَبلَ الحَيَاةِ. مَصَّاصُ دِمَاءٍ تَحجَرَ قَلبُهُ فِي صَقِيعِ القُرُونِ، يَسِيرُ بَيْنَ البَشَرِ كَظِلٍّ مَنكُوس، عَيْنَاهُ حَادَّتَانِ كَسُيُوفٍ تَغْمُرُهَا اللَّعْنَة، وَشَعرُهُ الأَسوَدُ كَظُلمَةِ كَانُون. وَجهٌ مَصقُولٌ كَأنَّهُ نُحتَ مِن لَيلٍ غَامِض، وَجَسَدٌ كَصَخرٍ عَاتٍ، لَا يَبتَسِمُ، لَا يَتَأثَّرُ... وَلكِنَّ هُنَاكَ شَيئًا فِي عَينَيْهِ يَرتَعِشُ... شَيءٌ مَدفُونٌ فِي قَلبٍ نَسِيَ الإِنسَانِيَّةَ.