tt_oot
- Reads 1,225
- Votes 44
- Parts 1
رواية آلَكَآثًــــــــم ﴿اطلـــقـــت بـــــغـــد)﴾
بقلم: عبيـــــــّرخـ ــٱڷد
..
: "أسيرة الحرية"
عندما يحكم القدر على إنسانٍ أن يعيش بلا أمٍ أو أب، بلا عائلة حقيقية، فإنه يُلقي به في رحلةٍ من التمزق والانكسار. عشتُ حياتي متنكرًا بين الأدوار؛ أحيانًا كرجل يحاول أن يكون قويًا بما يكفي لحماية أخواته، وأحيانًا كطفلة تبحث عن حضن أمٍ لم تُولد لها.
أنا أسير، أسيرة في عالمٍ لا أعرف فيه من أكون. تركت خلفي حياتي في بغداد، المدينة التي كانت يومًا وطنًا وأصبحت غربة. ومع كاتمي وألمي، خُضتُ حياة مليئة بالفقدان، حيث أصبحت أسيرة الحرية التي أبحث عنها بلا جدوى.
كانت هناك امرأة، زبيدة، التي عُرفت بيننا بـ"عين الله". لم تكن أمًا أنجبتني، لكنها كانت أمي بكل ما تعنيه الكلمة. ضحّت بكل شيء من أجلنا، من أجل أخواتي ضي وهند. تخلت عن حبها، عن حياتها، عن أحلامها لتمنحنا فرصةً للبقاء.
لكن العالم لم يكن رحيمًا بنا. الغدر جاء من أقرب الناس، من زوجة أبي، تلك التي أرادت أن تبيع أختي هند لرجل يكبرها بعشر سنوات فقط لتذلنا، لتكسرنا. ورغم كل ذلك، بقيت زبيدة كالنجم في ليلنا المظلم، تنير لنا الطريق ولو كان ذلك على حساب نفسها.
هذه ليست مجرد حكاية عن الفقدان، بل عن التضحية، عن القوة التي تأتي من النساء اللواتي لم نعرف قيمتهن إلا