haneen-87
"لم يكن يعلم أنها ستتركه فجأة. لم يكن يتوقع أن ينتهي كل شيء بهذه السرعة، أن يُسلب منه هذا الحب الذي اعتقد أنه خالد. لأجل اليانوس، ضحت إليسا بنفسها... لكنه لم يدرك ذلك إلا بعدما اختفت تمامًا.
لم يكن يعتقد أنها تركت رسالة خلفها، لكن الحكيمة احتفظت بها، وكأنها كانت تدرك أنه سيبحث عن أي أثر لها، عن أي دليل على أنها لم تختفِ كليًا.
أمسك بالورقة المطوية، كانت مبللة ثم جفت مع مرور الوقت، تحمل آثار اللحظات الأخيرة لها... وعندما شرع في قراءتها، شعر كأنه يستمع إلى أنفاسها الأخيرة من خلالها.
"إلى أندرياس... إلى من أحببت بكل روحي، إلى من كان وجوده الأمان الوحيد وسط فوضى هذا العالم.
عندما تقرأ هذه الكلمات، لن أكون هنا بعد الآن. أعلم أنك لن تفهم، وأعلم أن الألم سيمزقك، لكنه كان خياري... كان قدري. أخبرتني الحكيمة أن اللعنة لن تُكسر إلا بتضحية، ولم أكن لأسمح أن تكون أنت من يدفع الثمن. كنت أعلم منذ اللحظة الأولى أن هذا الحب لن يكتب له النهاية السعيدة، لكني فضّلت أن أترك خلفي ذكريات جميلة بدلاً من أن أراك تنهار أمامي، عاجزًا عن إنقاذي.
لا تبكِ من أجلي، أندرياس. لا تغرق نفسك في الماضي، ولا تبحث عني في العتمة، لأنني لم أرحل حقًا. أنا هنا، في كل نسمة هواء تلامس وجهك، في كل لحظة تذكرني فيها، في كل نبضة تخبرك أنني كنت أحبك