في أقاصي الأراضي البعيدة... ذاك المكان المنسي الذي لا يرحب إلا بأصحاب الأرواح التائهة... حيث لا يُحكم بالبشر، بل تحكمه آلهة القمر، السيدة العليا التي تسيّر "ألفا" قطعان الحراسة الثلاثة. أهلاً بكم في جحيم القطعان... وجنّة المستذئبين. نحن، قطعان الحراسة الثلاثة، نخضع لأوامر آلهة القمر، نحرس بحيرة القدر... تلك البحيرة التي حُرِّم علينا الاقتراب منها أو حتى الاقتراب من بعضنا البعض. لا بكراهية، ولا حب، ولا حتى قدَر... الهواء ذاته لا يُسمح لك بمشاركته. لكن، كما يقولون... لكل قاعدة استثناء، والممنوع دائماً مرغوب. لهذا خُلِقَت القوانين... لتُكسَر في النهاية، أليس كذلك؟

كنت أظن أن حظي في الحياة سيئ... لكن بعد إعادة التفكير، يبدو أنه الأسوأ على الكوكب، وبفارق مريح جدًا. تخيّل فقط أن تعيش وسط قطيع، القوانين فيه-ودون أي مبالغة-مكتوبة على الأرجح تحت تأثير نوبة جنون جماعي. تسمّونه قطيع؟ أنا أسميه سجنًا فخمًا مع واي فاي، لأننا آخر قطيع مستذئبين على هذا الكوكب المتعَب. وكل الشكر على هذه المهزلة؟ للبشر طبعًا. صادونا، طاردونا، حاصرونا... حتى بتنا كنوع من الحكايات القديمة التي لا يصدّقها أحد. والآن؟ نحن محشورون كالفئران داخل حاجز سحري، نأكل طعامًا خاليًا من النكهة ونتظاهر بأننا بخير. الجميع هنا يعشق الأمان... يعبدونه، يكتبون له أناشيد، ويمنعونني من الخروج لأنه "خطير جدًا يا عزيزتي". لكن لماذا بحق الجحيم لا يجب أن أخرج؟ هل سيأكلني العالم أم أنني أنا من سأأكله؟