user92149849
- Reads 17,474
- Votes 628
- Parts 100
رواية عشق لا يضاهى
كان يومًا ثقيل الظلال، كأنما السماء قد قررت أن تشارك الأرض حزنها، تنثر حبات المطر الغزيرة كدموعٍ ترفض أن تهدأ. ارتفعت رائحة التراب المبتل ممتزجة بشعورٍ باردٍ يتسلل إلى العظام، يُضفي على الأجواء مزيدًا من الكآبة.
عند مدخل المشفى، وقفت سيرين كتمثال نُحت من ألمٍ وصمت. جسدها النحيل يهتز ارتجافًا، ليس فقط من البرد الذي يطارد أطرافها، ولكن من زلزال داخلي يمزق قلبها. كانت تمسك بيديها المرتعشتين ورقة التقرير، كأنها تخشى أن تسقط فتسقط معها كل أحلامها الصغيرة.
عينُها تحدق في الكلمات المطبوعة بجمودٍ بارد، كلمات تخلو من أي رحمة، كلمات أشبه بسكين مغروسة في الأمل:
**"لم يتم اكتشاف أي حمل."**
كانت الجملة جافة، صلبة كجدارٍ لا يمكن تسلقه، لكنها بالنسبة لها كانت هديرًا يصم الآذان، وحُكمًا خفيًا يُخفي خلفه عالَمًا من الخيبات المتراكمة. شعرت للحظة وكأن الأرض تنزلق من تحت قدميها، وكأن الهواء المحيط بها قد قرر أن يحجب عنها أنفاس الحياة.
"لقد تزوجتِ منذ ثلاث سنوات، كيف لم تصبحي حاملاً بعد؟" سألتها والدتها سارة بنبرة مشوبة بالخيبة، وهي تشير بإصبعها إلى وجه سيرين.
كانت سارة سيدة أرستقراطية، ترتدي ملابس فاخرة وكعبًا عاليًا، تعلو ملامح وجهها ا