كانت تركض بين أشجار الغابة بجنون، أنفاسها تتلاحق، و كانت أغصان الأشجار تلسع وجهها وكأنها تحاول إيقافها. خلفها، دوّت صرخات الفرسان تخترق سكون الغابة: «أمسكوها! لا تدعوها تهرب!» ازداد خفقان قلبها، وكل خطوة تخطوها كانت أثقل من التي قبلها، حتى توقفت فجأة... تجمّدت قدماها في مكانهما ما إن وقعت عيناها على الهاوية أمامها. تقدّمت خطوة واحدة فقط، لتدرك أن لا شيء يفصلها عن السقوط سوى شبرٍ واحد. استدارت ببطء، وقلبها يطرق صدرها بعنف، فرأت الفرسان يقتربون منها، يحيطون بها كحلقةٍ من الذئاب، وعلى وجوههم ارتسمت ابتسامات ساخرة، الآن... لا طريق للهرب، قدماها على حافة الهاوية، وأمامها سيوفٌ تنتظر، وخلفها موتٌ أسرع. لم يعد هناك خيار. وفي تلك اللحظة، ومضة خاطفة اخترقت عقلها، فكرة واحدة كادت تنساها وسط الفوضى والخوف. اتسعت عيناها، وكأن الأمل عاد ينبض في صدرها من جديد. صرخت بكل ما تبقّى في رئتيها من قوة، صرخة مزّقت الهواء: «أزور!!» لم تمضِ سوى ثوانٍ معدودة، حتى تغيّر كل شيء من حولها. سكن الفرسان فجأة، وارتجفت الأشجار، وبدأ الهواء يثور بعنف غير مألوف، تعالت الرياح، وانحنت الأغصان .................... #1 تنين #1 خوارق #2 قلعة #3 مملكة #4 عاطفة #5 ثلج لا أحلل من يقتبس منها. قراءة مُمتعة.