Prichosa
في هذا العالم المظلم، حيث يسكن الخوف بين الظلال، أنا وكأنني قطعة ضائعة في أفق مجهول، أسيرة بين الموت والحياة، بين الحلم واليقظة. لم أكن أؤمن بالخيالات التي ترويها الأساطير، ولم يخطر ببالي أن يوما ستتبدل الحقيقة بأكاذيبها.
كاترينا، اسمٌ لا يعني لي في البداية شيئًا سوى الفتاة البسيطة التي كانت، لكن كيف لي أن أُدرك أن تلك الفتاة التي تسير بين البشر، تحمل في قلبها سرًا قد يغير مجرى الزمن؟
أما ألكسندر، فهو لا يحتاج لتقديم. في عينيه قسوة الزمن، وفي جسده خفّة الرياح التي تعبر بين النجوم. هو الذي يتنقل بين الليل والنهار، ماضيه ملطخ بالدماء، وقلوب البشر لا تساوي عنده سوى ملذات خفيفة.
"ألكسندر، أيها الظل الذي يلتهم النور، كيف تقابلني الآن؟ كيف لقلبي البشري أن يُفتن بكل هذا السواد الذي يسكنك؟"
وهكذا، بدأت حكايتنا في ليلة كانت أطيافها تمزق الليل بأشباحٍ من خيبات، وها أنا هنا، أعيش بين مشاعر عميقة تنبض بين شرايينه، بين الكره والحب، بين الخوف والطمأنينة.
هل من المعقول أن يكون بيني وبينك، أيها الكائن الذي لا يعرف الرحمة، شعورٌ قد يسمّى حبًا؟ وكيف أحتمل أن أكون جزءًا من عالمك المظلم، حيث يتدفق الدم بدم بارد وأنت في عينيك لا شيء سوى الأسى؟
لن أسأل، فقد بدأ كل شيء عند التقاء قلبينا في لحظة كان فيها الزمن