Hayet097
- Reads 7,097
- Votes 680
- Parts 9
وقف هناك.
في مدخل القاعة.
سيجارة مشتعلة بين شفتيه، دخانها يصعد كأنفاس جحيم.
معطف أسود ثقيل مفتوح على قميص رمادي ضيق، ياقة مرفوعة، سلسلة فضية تلمع حول عنقه.
وشم أسود طويل يمتد من رقبته إلى طرف صدره، ثم ينحني لاختبائه داخل القميص.
يده اليسرى مكشوفة، كاملة الوشم من المعصم حتى الكوع، عروق ندوب خفية تظهر من تحت الحبر، وكأنها تحاول الهروب منه.
أليساندرو.
اسمه فقط كان كافيًا ليُطفئ كل الأصوات.
لا كلمة خرجت، لا أحد تحرك.
بعضهم اعتقد أنه شبح.
والبعض الآخر... تمنى أنه كذلك.
هو، فقط، وقف بثقل جليدي، وسحب نفسًا طويلاً من السيجارة، ثم نفثه ببطء أمام وجه والده.
قال بهدوء قاتل:
"توقعتُ أن أجد المكان أصغر."
نفس آخر، لا ابتسامة، لا تعبير.
ثم مشى... بهدوء وكأنه وحده في المكان.
مرّ من بين الوجوه التي كرهها منذ ولادته، لم يرمق أحدًا، لم يتحدث.
لم يكن العائد الذي يُستقبل، بل الحُكم الذي سقط.
جلست الجدة بصمت، دمعة ثقيلة في زاوية عينها، تراقب صبيّها الذي صار رجلًا غريبًا لا يُشبه أحدًا.
أمه... وقفت دون حراك، شفاهها ترتجف لكنها لا تجرؤ على قول شيء.
أما البقية... فبقوا مذهولين. الأب لم ينطق. لم يصرخ، لم يسأل، فقط نظر إليه كمن يرى كابوسًا متجسدًا.
ماركو، الأخ الأكبر، لم يتحرك.
تجمّد مكانه، وفي عينيه نظرة... ليست غضبًا، ولا حز