trim6007
- Reads 235
- Votes 55
- Parts 51
الحمد لله الذي جعل الحقوق نظامًا للحياة، وميزانًا للعدل، وسبيلاً للرُشد، وربط بها القرب إليه، وقرنها بالإحسان إلى خلقه، فجعل لكل حق طرفين، ولكل طرف واجبًا، وعدلًا، وسواءً.
أما بعد...
فهذه رسالة جليلة المقام، سامقة المعنى، كتبها سيد العابدين وزين الساجدين، الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، لتكون منهاجًا للروح، ودستورًا للعلاقة بين الإنسان وربه، ونفسه، وأهله، ومجتمعه.
جمع فيها الإمام (ع) خلاصة الفقه الأخلاقي، والوعي الاجتماعي، والرقي الإنساني، فكانت بحقِّها وثيقة سامية تُضيء للمؤمنين دروب الحق، وتُهذّب بها النفوس، وتُقيم بها العدالة، وتُرسي بها مكارم الأخلاق.
هي ليست كلمات تُتلى، بل حياة تُعاش.
وليست دروسًا تُحفظ، بل قيمٌ تُمارس، وحقوقٌ تُؤدى.
فمن أراد أن يعرف قدر الإنسان في عين الشريعة، ومكانته في ميزان السماء، فليتأمل هذه الرسالة، فإنها مرآة النفس، ومِيزان القلب، ومرقاة السالك إلى الله.