illulli_17
- Reads 1,234
- Votes 1,204
- Parts 25
ثَوانٍ قَبْلَ الْوَداع"
لَيْسَتْ مُجَرَّدَ رِوايَةٍ... إِنَّهَا اعْتِرافٌ مُتَأَخِّرٌ، وَرِسالَةٌ لَمْ تَصِلْ أَبَدًا.
بَعْدَ حادِثٍ مُرَوِّعٍ أَفْقَدَهُ زَوْجَتَهُ وَطِفْلَهُ، يَجِدُ الْبَطَلُ نَفْسَهُ عالِقًا بَيْنَ الذَّنْبِ وَالذِّكْرَياتِ، مُحاصَرًا فِي مَصَحَّةٍ نَفْسِيَّةٍ حَيْثُ تَتَقَاطَعُ الْهَلَاوِسُ مَعَ الْحَقِيقَةِ، وَالصَّمْتُ مَعَ الصَّرَخَاتِ الْمَكْتُومَةِ.
يَبْدَأُ فِي كِتابَةِ حِكايَتِهِ... فَصْلًا بَعْدَ فَصْلٍ، وَثانِيَةً بَعْدَ ثانِيَةٍ، كَأَنَّهُ يُعيدُ الْحادِثَ بِتَفاصيلِهِ كَامِلَةً.
وَلَكِنَّ كُلَّ مَا يَكْتُبُهُ لَيْسَ سِوَى وَصِيَّةٍ أَخِيرَةٍ لَمْ يُقَدَّرْ لَهَا أَنْ تُكْتَشَفَ.
"ثَوانٍ قَبْلَ الْوَداع" رِحْلَةٌ غامِرَةٌ فِي أَعْماقِ الْأَلَمِ الْإِنْسانِيِّ، حَيْثُ يُصْبِحُ الْقَلَمُ حَبْلَ نَجاةٍ... وَلَكِنَّهُ قَدْ يَقُودُهُ إِلَى النِّهايَةِ.