-CINl8-
- Reads 12,943
- Votes 3,016
- Parts 27
تَحْمِلُ عُيُونًا مَلِيئَةً بِالبَرَاءَةِ وَالدَّهْشَةِ،
رَغْمَ قَسْوَةِ العَالَمِ مِنْ حَوْلِهَا.
اخْتَارَتِ الحَيَاةُ أَنْ تَكُونَ قَاسِيَةً مَعَهَا مُنْذُ صِغَرِهَا،
فَتَهَاوَى عَلَى قَلْبِهَا عِبْءُ الهَجْرِ وَالخُذْلَانِ
بَعْدَ أَنْ تَخَلَّى عَنْهَا أَهْلُهَا.
تَرَبَّتْ فِي كَتِفِ أَخِيهَا الكَبِيرِ،
الَّذِي كَانَ لَهَا الأَبَ وَالأُمَّ فِي آنٍ وَاحِدٍ،
رَغْمَ صِغَرِ سِنِّهَا.
لَكِنَّهَا كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ ضَحِيَّةٍ،
إِذْ تَحْمِلُ فِي مَلَامِحِ وَجْهِهَا الرِّقَّةَ وَالطُّفُولَةَ،
وَفِي رُوحِهَا بَرَاءَةٌ تَكْشِفُ عَنْ مُعَانَاتِهَا الدَّاخِلِيَّةِ
الَّتِي يُخْفِيهَا جَسَدُهَا النَّحِيلُ،
وَتَجِدُ نَفْسَهَا تَتَعَرَّضُ لِلْعُنْفِ الَّذِي لَا يَرْحَمُ.
مَعَ كُلِّ دَمْعَةٍ تَسْقُطُ،
يَزْدَادُ صُمُودُهَا،
وَتَظَلُّ تَتَطَلَّعُ إِلَى عَالَمٍ أَفْضَلَ،
رَغْمَ الظَّلَامِ الَّذِي يُحِيطُ بِهَا."