عائلتي ( نسخة تاريخيّة)
Eng_Rusel
- Reads 1,108
- Votes 151
- Parts 4
"أتسخر مني الآن، جلالتك؟"
صوته كان خافتًا أول الأمر، كمن يحاول أن يُخفي رجفة قلبه، لكن عينيه كانتا تصرخان بكل ما لم يُقال بعد. "هل قلتُ شيئًا خاطئًا؟ أم أن الحقيقة وحدها باتت تُزعج مقامك العالي؟"
تقدم خطوة، تسبقها أنفاسه المتقطعة وكأنها تحاول اللحاق بما انكسر داخله. "أعتقد... لا، بل أنا واثق. الخطأ الوحيد هنا هو وجودي، وجودي أنا، في هذه القاعة، أمامك... كأنني دخيل على قصةٍ لم يُكتب لي أن أكون أحد أبطالها."
ثم عاد يسأل، لكن هذه المرة كان صوته مثل طعنة:
"سأكرر سؤالي يا مولاي... هل أنا حقًا ابنك؟
أهناك من تربطه بي صلة دم، ولم تكلّف نفسك حتى بإخباري؟
أخ؟! أخ من لحم ودمي؟ من أين جاء هذا الأخ يا أبي؟!"
صمت لحظة، وكأن كل الضجيج في داخله تجمّع في نقطة واحدة، ثم انفجر:
"كيف؟! كيف لم أعلم بوجوده طوال خمس عشرة سنة؟! كيف مرّ الزمن فوق رأسي كحُكم مؤبد وأنا لا أعلم؟ كيــــــــف؟!"
كان صوته كالرعد، زأر به حتى ارتجّت جدران القاعة، والتفت الجميع إليه بدهشة وقلق. كان كمن يُحاكم الزمن ذاته، لا أباه فقط.
تابع الشاب، وقد انكسرت نبرته قليلاً، لكنها ازدادت عمقًا:
"هل كنتُ مجرد خطيئة تُخفى؟ أم سرًّا لا يستحق أن يُقال؟ أكنتُ عبئًا عليك، أم ألمًا على ذاكرتك؟"
«من يصرخ في حضرة العرش ، لا يستحق تاجه»
النسخة التاريخية من رواية عا