_Zajnab_
واقعه الطف.. دَم لا يُنسى
البقية... صرخة الألم وصبر الأبطال
في خيام كربلاء، حيث تتقاذف الرياح حكايات العطش، كان الأطفال يُذوبون تحت لهيب الشمس، وجفونهم تغلق من شدة التعب أكثر من النوم. ألسنتهم كانت تلهث بحثًا عن قطرة ماء، والعيون الصغيرة لم تذق لذة الراحة، بل كانت ترقب بشوق آتٍ لا يأتي.
النساء، اللواتي هنّ كالأشجار الصامدة في وجه العواصف، حملن ثقل الفقدان والألم على أكتافهن، ووجوههنّ المتعبة كانت مرآة للحزن الذي لا ينفد. ضحكاتهن توقفت، تحولت إلى أنين مكتوم، وقلوبهنّ لا تتوقف عن الدعاء، يدعّين للفرج، رغم أن الشمس التي فوق رؤوسهن كانت لا ترحم..
كانت خيامهم تحترق بنار الحصار، ولكن أرواحهم بقيت مشتعلة، ترفض الخضوع أو الانكسار.
في تلك اللحظات، لم يكن هناك مكان للضعف، بل كان هناك عزيمة من نوع آخر، عزيمة ملأت الفضاء بصراخ لا يسمعه إلا الله، وصمود لا يكتب له إلا النصر مهما طال الألم.