في زوايا الحياة المعتمة، عاش فتى لا يشبه سائر الفتيان. لم يكن مجرد ضحية لزمنٍ قاسٍ، بل كان سجينًا في جسدٍ أثقلته الذكريات، موسومًا بوشومٍ تخفي خلفها أوجاعًا لا تروى. منذ نعومة أظفاره وهو يواجه صمت الجدران وصرخات الليل، يتلقى الضربات على يد من كان يفترض أن يكون ملاذًا له، لا جلاده. كبر وهو يخبئ الألم خلف ابتسامةٍ باردة، ويزرع في صدره حبًا نقيًا لا يعرف الخيانة. أما هي، فكانت النقيض لكل شيءٍ في حياته. فتاة مدللة، جميلة، لا ترى العالم إلا من نافذة الراحة والاهتمام. قصيرة القامة، بيضاء البشرة، بعينين خضراوين تسحران من ينظر إليهما، لكنها كانت تجهل تمامًا أن هناك من يراها كنجمة لا تطال. لم تعلم أن هناك قلبًا ينبض باسمها في الخفاء، يتغذى على مجرد وجودها، ويراقبها بصمتٍ مميت، يخاف أن يقترب فيرفض، ويخاف أن يبتعد فينسى. وبين عالمين متناقضين - عالم الألم والكتمان، وعالم الدلال والجهل بالمشاعر - تتقاطع الطرق، ويبدأ القدر بلعبته القاسية. فهل يمكن لقلوبٍ أنهكها الصمت أن تجد صوتها؟ وهل للحب أن يزهر بين الشوك والجراح؟ أم أن النهاية كتبت منذ البداية... موجعة، كما ولدت؟ قصة تحاكي صراخ القلب، وانكسار الروح، ونقاء المشاعر في زمنٍ لا يرحم. حيث لا البطل فارسٌ ولا البطلة ملاك... بل هما فقط، بشر، يحاولون النجاة. -