Rahma661lona
- Reads 1,242
- Votes 70
- Parts 16
. « لا تحكم على الكتاب من عنوانه»
.
.
.
.
لم يكن يُشبه ما قيل عنه... بل فاق كل الحكايات.
وقف هناك، شامخًا كجبلٍ لا تهزه العواصف، والدماء تتساقط من كتفه كأنها لا تعنيه. عيناه... يا لتلك العينين، كانتا كجمرةٍ تشتعل في صقيع المعركة، ثاقبتين، غاضبتين، تعرفان كل شيء... وترفضان أن تنطقان.
لم يتكلّم. لم يُحرك سيفه. لكنه زأر بعينيه فقط... زأر حتى ارتجف داخلي.
كنتُ أسمع عن هيبته، عن ألفا لا يُكسر، عن ذئبٍ لا يعرف الخضوع. لكنني الآن رأيت الحقيقة... ورأيتها بي.
حين التقت نظراتنا، شعرت وكأن الهواء هرب من صدري. رأيت السؤال في عينيه، لكنّه لم يسأله... لأنه لم يكن بحاجةٍ إلى إجابة.
"رفيقه"
...
.
.
.
.
.
.
.
.
ضحكت بخفةٍ ماكرة، دفعت صدره بيديها فجأة، ثم استدارت تركض بين الأشجار وهي تصرخ بمرحٍ متحدٍ:
"Catch me if you can!"
كانت تتمايل بخفةٍ بين الأغصان كفراشةٍ هاربة، بينما ظلّه يطاردها كثقلٍ أسود لا يلين. ومع كل خطوة كانت تشعر بلهاثها يتسابق مع لهاثه، بضحكاتها تمتزج بزئيره المكتوم.
لكنها لم تنتبه للجذع الممتد أمامها. تعثرت وسقطت أرضًا على العشب البارد، شهقت بصوتٍ متقطع، وقبل أن تستوعب ما حدث كان الظل الضخم يخيّم فوقها. في لحظةٍ واحدة، جسده حاصرها بين الأرض وصلابته، كفه الخشنة أمسكت بمعصمها بشدة تمنعها من الحركة، وحرارة جسده تغمره