rimekounouz13
في مكانٍ ما، لا تحدده خرائط البشر،
توجد أرضٌ لا تُقاس بالزمن... بل بالأنفاس.
كل من يعيش فيها، لا يملك مالًا ولا ذهبًا،
بل يملك عددًا من الأنفاس، تُحسب عليه كما تُحسب الأيام.
يقال إن من يُسرف في الحديث، يختنق،
ومن يضحك طويلًا، يشيخ قبل أوانه،
ومن يبكي كثيرًا... يختفي بلا أثر.
تلك الأرض يسمونها عالم الأنفاس،
مكانٌ لا يُرى إلا حين تتنفس الريح،
ولا يدخله أحد إلا إذا فقد شيئًا لا يُعوّض في عالمه.
وفي زاوية من زوايا القاهرة القديمة،
تعيش فتاة تُدعى ماريا، لم تعرف أنفاسها الهدوء منذ أن فقدت عائلتها في حادثٍ غامض،
ولا تعلم أن القدر خبّأ لها طريقًا...
يبدأ بخريطةٍ ناقصة،
وينتهي ببوابةٍ لا تعود من يعبرها أبدًا.
سيقول الناس لاحقًا إن ماريا كانت تبحث عن أخيها،
لكن الحقيقة... أنها كانت تبحث عن نفسها.
ولأن العالم لا يمنحنا شيئًا بلا ثمن،
فقد كان عليها أن تدفع أغلى ما تملك -