lusi-6
حين تكشّفت أمامها الحقائق، أدركت أن دماء العائلة الإمبراطورية تجري في عروقها... وأن الإمبراطور الذي يحكم الآن ليس سوى سارقٍ لخطيئة ارتُكبت منذ سنوات. لم يعد انتقامها مجرد رغبة عابرة، بل أصبح حقًّا لا يمكن إنكاره.
رحلتها بدأت الآن. ليست مجرد رحلة لاستعادة العرش، بل رحلة للانتقام، للعدالة، لاستعادة اسم عائلتها الذي سُحق تحت أقدام الطغاة.
لكنها لن تكون وحدها. هناك من يريد سقوط الإمبراطور كما تريده هي... وهناك من سيتوجب عليها كسب ثقته، حتى لو كان ذلك يعني الاقتراب من ولي العهد الحالي. ومع اقتراب الثورة، بدأت رقعة الشطرنج تتحرك، وبدأت هي، أخيرًا، تلعب دورها ...
في الزمان الذي تلا مقتل والديها، عاشت إميلدا في قلب قصر مهدم، بين جدرانه التي كانت تهمس بالحكايات القديمة عن عظمة الإمبراطورية التي تلاشت. كانت الطفلة الوحيدة التي نجت من الكارثة، والنار التي اشتعلت في قلبها كانت أكثر شراسة من أي نار أخرى عرفتها. لكن النار لا تشتعل بلا سبب، وكما يعاقب السم على مر الزمن، كان انتقامها بطيئًا، لكنه لا يرحم.
لن ينسى أولئك الذين خانوا والديها أن إميلدا، رغم أنها قد فقدت كل شيء، كانت قد اكتسبت شيئًا أهم: القدرة على الصمت. وهذا الصمت كان هو السلاح الأقوى الذي ستحاربه به. ومن هذا الصمت، بدأت خيوط خطتها تتشابك، ب