vergil57
في أقصى خرائط المدن، حيث لا تصل الأقمار الصناعية، ولا تجرؤ الكلاب على النباح، وُجد شارع لا أحد يعرف كيف وُجد. لا اسم له في السجلات، ولا تاريخ له في دفاتر الشرطة. لكنّ السُكان - إن صحّ أن يُطلق عليهم هذا الاسم - كانوا يسمّونه همسًا: شارع الجحيم.
في هذا الشارع، تموت القوانين وتُبعث الأساطير. فيه، لا يوجد خطٌ فاصل بين الحياة والموت، ولا بين الجريمة والخلاص. الدماء فيه ليست فقط دليل جريمة، بل لغة يتحدث بها المكان.
وسط هذا العبث، كان جبريل. لا ملاكًا ناصعًا كما في الكتب، بل ملاكًا يرتدي "توكسيدو" أسود، يوزّع النكات كما يوزّع الرصاص. وجهه جامد كالصخر، لا يضحك، لكنه يُضحك. لا يرحم، لكنه ليس شريرًا. يمشي بهدوء بين الجثث، يحمل حقيبة، وسرًا لا يعرفه سواه.
في إحدى الليالي المبللة بالمطر والذكريات، وُجدت جثة على الرصيف. ليس غريبًا في هذا الشارع. الغريب أن الجثة لم تصمت. روحها - ماكس - رفضت الرحيل. قررت أن تمشي مع جبريل.
ومن هنا... يبدأ كل شيء