CALISA_0X32
مَا حَدَثَ كَانَ قَبْلَ بُضْعِ سَنَوَاتٍ، لَكِنَّهَا سَنَوَاتٌ ثَقِيلَةٌ حَمَلَتْ بَيْنَ طَيَّاتِهَا مَلَامِحَ الْأَلَمِ وَالنَّدَمِ.
مَا زَالُوا فِي رِيعَانِ شَبابِهمْ، لَكِنَّ الْحَيَاةَ لَا تَرْحَمُ الرَّضِيعَ، وَلَا تُبَالِي بِمَا يَمُرُّ بِهِ مِنْ مُعَانَاةٍ.
حِينَمَا اشْتَعَلَتْ نَارٌ فِي أَحَدِهِمْ، وَانْطَفَأَتْ أُخْرَى فِي الْآخَرِ،
كَانَ الشَّرِيرُ سَبَبًا فِي تِيَتُّمِ فَتَاةٍ بَرِيئَةٍ،
وَدَافِعًا لِانْتِقَامِ شَابٍ سَلَبَتْهُ الْحَيَاةُ كُلَّ شَيْءٍ.
وَسَبَبًا فِي تَلْوِيثِ بَرَاءَةِ طِفْلٍ كَانَ يَطْمَحُ أَنْ يَعِيشَ حَيَاةً بَعِيدَةً عَنْ الشُّرُورِ.
حِينَهَا كَانَ الْبَطَلُ هُوَ وَحْشُ طُفُولَةِ الشَّرِيرِ، الَّذِي زَرَعَ فِيهِ بُذُورَ الْعَذَابِ.
حِينَمَا سَبَّبَ لِمَعْشُوقَتِهِ أُذِيَّةً لَا تُغْتَفَرُ وَجُرْحًا ظَلَّ يَنْزِفُ فِي قَلْبِهَا لِسَنَوَاتٍ،
حِينَمَا سَرَقَ مِنْهَا مَا تَمْلِكُ بِدَافِعِ حَمَايَتِهَا، دُونَ أَنْ يَدْرِكَ أَنَّهُ كَانَ يَسْرِقُ قَلْبَهَا مَعَهَا.
وَبَعْدَمَا دَمَّرَهَا، دَمَّرَهُ الزَّمَنُ، وَجَعَلَ مَنْهُ شَخْصًا آخَرَ فَأَلْتَجَأَ رَاكِضًا لِأَحْضَانِهَا وَلِدِفْئِهَا.
_ فَقَطْ أَرجُوكِ أُحْضنِينِي!.