m2a2l2a2k
- Reads 493
- Votes 54
- Parts 10
في كل زاوية من زوايا هذا البيت، كانت ضحكاتها الصغيرة تتردد كصدى لحياةٍ لم تكن لتعرفها لولا دفء يديه. "أمنية"... لم تكن مجرد بنت عمةٍ نشأت في كنفه، بل كانت نبضًا خفيًا ينمو بين أضلاعه، زهرةً رُويت بحنانه، وفراشةً حلقت تحت جناحيه.
"غيث"... كان لها السند والظهر، الأخ والأب الذي لم يُقدّر لها القدر سواه. رأى فيها الأمس طفلةً تائهةً، واليوم امرأةً تتفتح، تحمل في عينيها حكاياتٍ لم يُدرك أنها كتبها هو بنفسه منذ زمنٍ بعيد.
كبرت أمنية، وكبر معها شعورٌ غامض، يتجاوز حدود القرابة، يهمس في قلبها أن بعض الحمايات قد تتحول إلى قيودٍ شهية، وأن بعض الأمان قد يُصبح لهفةً لا تُقاوم.
فهل يملك الغيث أن يستوعب أن أمنيته لم تعد مجرد "طفلة" كبرت على يديه؟ وهل تستطيع أمنية أن تُخبر من كان لها العالم، أنها باتت لا تريد منه سوى قلبه؟
بين حمايةٍ رسمت حدودًا، وعشقٍ يطمح لكسرها، تُرى أي مصيرٍ ينتظرُهما في متاهة المشاعر التي نسجها القدر بين بنت العمه وابن الخال؟