riversmoonn
- Reads 889
- Votes 194
- Parts 15
دقّت الساعةُ منتصفَ الليل عندما سمعت رُوييل صدى خُطواتٍ يقترب.
توتّرت، وشعرت بالشعيرات الدقيقة في مؤخر رقبتها تنتصب في برودة الليل.
همست رُوييل، بصوت يكاد لا يُسمَع: "ما كان ينبغي أن تكون هنا."
تقدّم الظل أخيرًا حتى وقف تحت ضوء القمر، وعيناه الحمراوان الداكنتان تحدّقان بها، بينما كانت خصلات شعره الأسود الحالك تتمايل مع النسيم.
قال بصوتٍ كان كلمسةٍ معتمة: "أحقًا؟"
وقفت ساكنة كأن الخطر الذي يشعّ منه كالعطر قد أسرها.
قال بنبرة منخفضة: "لم أرَكِ خلال اليومين الماضيين."
امتدّت يده، ولامست أصابعه حرير ثوب نومها، متتبّعةً الارتجاف الذي رسم خطّ عظم ترقوتها.
ثم تابع: "أخبِريني... هل كنتِ تتجنبينني، أم لعلّكِ... تستقبلين عروضًا أخرى؟"
خفق قلب رُوييل بسرعة، وأنفاسها أصبحت ضحلة.
صرّحت قائلة: "أنا لا أنتمي لأحد."
ابتسم ابتسامة خافتة وقال: "ادّعاء جريء."
اقترب أكثر، وكان نَفَسه باردًا يلامس بشرتها بفتنة، وهو يهمس قربها.
أمسك بذقنها بين أصابعه ورفع وجهها نحوه.
التقط ضوء القمر عينيه، كاشفًا بريق نيّةٍ افتراسية فيهما.
قال بصوت منخفض، كأنّه وعدٌ وتهديد:
"أم هل عليّ أن أُذَكِّركِ بلمسةِ من الذي تشتاقين حقًا؟"