Ther910
- Reads 1,341
- Votes 48
- Parts 2
كان أياد ابنَ الحارةِ الضيقة، لكن قلبه كان أوسعَ من جدرانها المتصدّعة وأعلى من أسطحها المتهالكة. لم يرضَ يومًا بما قُسِم له، عيناه كانتا تبحثان دائمًا عن ضوءٍ أبعد من مصابيح الأزقة المعتمة، وأحلامه تتخطى حدود الطين والبيوت المتهدّمة. في داخله نارٌ لا تهدأ، تدفعه لأن يتمرّد على كل ما حوله؛ على المعيشة، على القوانين غير المكتوبة التي تُقيد الناس، وعلى الصمت الذي يبتلع أحلام الشباب.
كان يرى في الغربة خلاصًا، وفي المال حريةً، وفي السفر حياةً جديدةً يستحقها. ومع ذلك، كلما همّ بالابتعاد، كان يجد نفسه مشدودًا إلى منتصر، كأن خيطًا خفيًّا يربطه بالحارة التي يكرهها، وبالوجه الوحيد الذي يشعر أمامه أنه ينتمي, كان كل ليلة يذهب لبيته متسللا من أعين الناس، ليبقى مع حبيبه الذي عاش طول عمره يُحبه في السر، ولكن النهايات أكيدة والسعادة لا تدوم