vooili
عندما احتفلت المكتبة العتيقة بمرور عشرين عامًا على تأسيسها، وُضع صندوق خشبي بسيط في إحدى الزوايا، دعوة مفتوحة لكل من أراد أن يترك وراءه رسالة-حكاية لم يتمكن من روايتها، سرًا دفينًا، أو مجرد كلمات مبعثرة تبحث عن من يقرؤها.
لم يكن أحد يعلم ما الذي سيحمله الصندوق، لكنه سرعان ما امتلأ بأوراق تحمل في طياتها مشاعر أصحابها، وأصبح جزءًا من يوميات المكتبة، يضيف إليه البعض، ويأخذ منه الآخرون.
رويدة، أمينة المكتبة، لم تكن تفكر كثيرًا بالصندوق حتى بدأت بقراءته.
في كل يوم، تسحب ورقة عشوائية، وتشاركنا قصة جديدة-بعضها مؤلم، بعضها دافئ، وبعضها يترك خلفه أسئلة بلا إجابات.
لا شيء يربط هذه الحكايات ببعضها، إلا أنها وجدت طريقها إلى الصندوق... وإلى من يجرؤ على قراءتها.
لكن مع كل رسالة تفتحها، يجد القارئ نفسه في حالة من التردد: هل رويدة مجرد أمينة مكتبة تكتب وتقراً القصص فحسب؟ أم أن هناك سرًا ما وراء اختياراتها اليومية؟ لماذا تقرأ هذه الرسائل، وما الذي يدفعها للعودة كل يوم إلى تلك الأوراق التي لا تحمل سوى أسرار الآخرين؟ في عالم غامض مليء بالقصص العابرة، لا يزال وجود رويدة نفسه لغزًا، وتظل الإجابة على من هي، وما الذي جعلها جزءًا من هذه الحكايات، ضبابية... لكن فضول القارئ لن يتوقف حتى يكتشف الحقيقة.