vttttxxx
- Reads 8,545
- Votes 455
- Parts 11
في زمنٍ كانت الكلمة فيه ميثاقًا أثقل من الحديد، والعهود تُكتب لا بل حبر، بل الدم...
تعاهد رجلان من غير عشيرة، جمعت بينهما الأخوّة لا بل النسب أن يربطوا مصير سلالتيهما بوعدٍ لا يُنكث:
"الحفيد الأكبر من كل بيت، سيتزوّج حفيدة الآخر... كائنًا من كانت."
سنوات مضت كزحف الرمال...
إلى أن ولدت "ليله"، حفيدةٌ ليست كأي حفيدة.
كأن القمر اقتطع من وجهه نصفًا ليصوغ ملامحها، وكأن النار استودعت في صدرها شرارةً لا تنطفئ.
وفي الليلة ذاتها، خرجت "كهرمانة" من رحم الأم نفسها، توأم في الخَلق لا في الطبع؛
تلك ريحٌ عاصفة، وهذه صخرةٌ ثابتة.
ليله تُشعل، كهرمانة تُطفئ.
ليله تضحك بصوت، كهرمانة تصمت بحكمة.
وحين بلغتا التاسعة عشرة،
عاد "أبا الحسن" من أعماق البادية...
شابٌ يحمل وسامةَ الصحراء، وقساوة تربتها،
عاد لا ليُحب، بل ليطالب...
بحقه.
بوعدٍ قُطع قبل أن يُولد.
بزوجةٍ لم يخترها، لكن وُعدت له.
لكن قلب "ليله"... لم يكن بيدها.
كان مربوطًا بخيطٍ خفيّ، شدّها إلى ابن عمّها.
إلى حبٍّ خاطف، ممنوع، غير قابل للتفاوض.
وفي ليلةٍ مدلهمة،
قبل أن تُعلّق الزينة، وتُكتب عقود الزواج،
هربت.
لم تترك خلفها سوى ورقة...
سطرٌ واحد فيها، وكسرٌ عميق في كل شيء.
ووسط العاصفة، وجدت "كهرمانة" نفسها في مفترقٍ لا تُحسد عليه:
هل تتقمّص "ليله"؟
هل ترتد