braahmohmad1502
- Reads 744
- Votes 118
- Parts 10
تلك القصور ليست كما يراها العابرون...
أماكنُ فارهة، يلمع فيها الرخام تحت أقدام المتجبرين،
تزدانُ بالزهورِ في الحدائقِ، وبالستائرِ المخمليةِ على النوافذ العالية.
كل شيء فيها يُحاكي الكمال، يوهمك أن السعادة تسكن في الجدران.
لكن الحقيقة... لا تسكن هناك.
الحقيقة مختبئةٌ بين الشقوق،
مكبّلةٌ في أقبيةٍ مظلمة،
تبكي في صمتٍ خلف الأبوابِ الثقيلة.
أنا لا أكتب عن القصور،
ولا يشدّني بريقها ولا زخرفها،
أنا أكتب عن أولئك الذين لا تُسمَع أصواتهم،
عن الأرواح التي تاهت بين الخدم والسادة،
عن طفلةٍ بكت في الزاوية ولم يلتفت أحد،
عن امرأةٍ دفنت وجعها في وسادةٍ من حرير،
عن خادمةٍ تتقن الصمت أكثر من إتقانها للمشي فوق البلاط النظيف.
أنا لا أكتب القصور...
بل أكتب ضحايا القصور.
ابنةُ الألم...
التي عرفت أن أجمل الأماكن قد تكون أكثرها وجعًا.