2n_n2i2i
- Reads 31,238
- Votes 1,440
- Parts 32
هو ابنُ أفعى، في دماهُ سمومُها
يمشي كأنّ الأرضَ تخشى خُطوَهُ،
قاسٍ كمِسْنِّ السيفِ، لا يُبقي ولا
يذَرُ المحبّةَ، أو يلينُ لعطفهِ.
في صَدرهِ نارٌ، وفي عينيهِ برقٌ،
والبطشُ في كفّيهِ مرسومُ الجَفَا،
ما خافَ دمعَ اليتْمى، ولا رقّتْ لهُ
أنّاتُ مكسورِ الجناحِ إذا بَكَى.
لكنّه، لَمّا رآها، رقَّ فجأةً...
كأنّهُ طفلٌ تنفّسَ بالدُعَا،
فراشةٌ سكنتْ رياحَ جنونهِ،
فهدأَ الغضبُ العظيمُ وما طغى.
هي زهرةٌ تمشي على خجلِ الندى،
ويفيضُ من عينيْنِها ضوءُ السَنا،
تخشى الصدى إن همستَ، ثمّ تُقبلُ
كالنسمةِ البيضاءِ في فصلِ الهَنَا.
أحبّها، رغمَ الخناجرِ في فمِهِ،
رغمَ الخرابِ، وسيفهِ إن قدْ غَضِبْ،
أحبّها... وهو الذي ما لانَ يومًا،
لكنّهُ في حُبّها قدِ انقلبْ.
يُخفي اشتعالَ القلبِ تحتَ جبينهِ،
ويشدُّ قامتهُ كأنّهُ ما احْتَرَقْ،
لكنّها تعرفُ، بأنّ ظُنونَهُ
صارتْ حريرًا حين تمشي في الطُرُقْ.
فهل تُغيّرُ فراشةٌ طبعَ الأفاعي؟
أم يستحيلُ الحُبُّ في قلبِ الغَضَنْ؟
هو عاشقٌ... لكنّهُ نجلُ الدواهي،
وهي الرقيقةُ... بين نارٍ وسَكَنْ.
باللهجة العـراقية •
- للكاتبة بيـَراك ألوعدُالله.