raahil_123
رِوَايةُ مَنَاجاة...
ماذا لو كانت الرُّوحُ تُناجي أن يُرْفَعَ عنها العَذَاب؟
أن تَغادرَ جَسَدًا أرهَقَهُ الألم؟
يُناجي الوِجدَانُ العَقْلَ أن يَفُكَّ قَيْدَهُ، أن يُعيدَ إليه حُريتَهُ المَسلُوبَة.
كُلُّ شَيءٍ داخِلِهِ يُناجي... الثَّغْرَ أن يَنطِقَ، الدَّمعَ أن يَنْهَمِرَ، لكنَّ الصَّمتَ يُكَبِّلُ، والكِبْرِياءَ يُكَمِّمُ.
فالغِصَّةُ تَخنِقُهُ، سَكَنَت حَلْقَهُ، والمُقْلَتَانِ آثَرَتَا الفَراغَ والجُمودَ.
وإن كان الجَرْحُ من أَقْرَبِهِم؟
أليس أَقْسَى ما يكون... أن يَهْوِيَ بك السَّند؟ أن يُحَطِّمَكَ من يُفْتَرَضُ به أن يَحْمِيك؟
أن تُخْفِي أَلَمَكَ في قَلْبِكَ وتَضِيعَ مِفْتَاحَهُ... تِلْكَ خِيَانَةٌ لِذَاتِكَ.
لَكِنَّ وَسَطَ كُلِّ هذا، قَد تَجِدُ مَن يُرَبِّتُ على رُوحِكَ.
وَرَغْمَ ذَلِكَ... لَيْسَتْ كُلُّ النِّهَايَاتِ رَحِيمَةً.
مَنَاجاة... رِوَايةٌ عن الذين خُذِلُوا في صَمْتٍ، فَقَرَّرُوا أَخِيرًا أَنْ يُسْمِعُوا صَوْتَهُمْ..