لا تحدد الحقيقة بما يقال بل بما يدفن ، لا خرائط تظهرهم و لا اخبار تذكر أسمائهم ، لكن ....! هم هناك ، في الظلام يعبثون و خلف الشاشات يحكمون ، عبر الدماء والحروب يجوبون . المافيا في روايتنا ليست عائلة تقليدية متوارثة ولا منظمة تكتلية تجمع عدة عصابات ، هي جذور شبكات نسجت في الظلام ، عبر سفك الدماء واقامة الصفقات واغتيالات ونكسات ونهوض متكرر من رماد العبودية ، جذور مشردة لرجال لا وطن لهم و نساء لا ملاذ لهم و أطفال لا مستقبل لهم ، آلههم ١هو البقاء والنجاة ، قطعة فنية ، الأوركسترا ، هي عنوان لكل جريمة تدار كمعزوفة ، لحن الفوضى يعزف بانظباط . ما ظلال منظمتنا سوى اوتار حساسة تعزف بارادة العراب وتوقع لحنا عذبا في العالم من فوضى والم . ................ انكسر الهدوء المحيط به وتكلم الغريب اخيرا رغم ان اعينه لم تغادر اتجاه المسرحية التي تلعب امامه . كان صوته هادئا بلكنة غليظة وبحة على الأرجح تشير لكبر سنه أم لشراهة تدخينه . "امنحك هدية ، صر وترا يعزف عليه او ........" صمت قليلا وثم اخيرا كسر نظره عن المسرحية ونظر للشاب الرابع يمينه . "ترقى وقد اللحن كقائد الاوركسترا " "لا شكرا ، افضل حرق النوتة باكملها ، ايها العراب " .

في عالم تمزّقه الفصائل الهجينة وتتصارع فيه القوى المظلمة على الهيمنة، لم أكن سوى ظلّ عابر... هجينة نصفها بشر ونصفها قطة ، اعيش في عالم زهري بنته عائلتي لي . لكن هدوئي تهاوى حين اصطدمتُ بإرث لعين أواه أبي؛ وعد مقيد بدمه لشيطان لا يرحم ، قيد الشيطان من رقبته بسلاسل ضعيفة ، بحبي وبنى هوسا دفعت ثمنه عقودا وعقود من السنين . العالم الوردي الذي كنت أظنه حقيقيًا انكشف عن رماد وخداع، وأكاذيب والدي فتحت أمامي بوابة لعالم آخر... عالم سُحبت فيه روحي إلى قدر بائس، لكن بؤسه كان جميلًا بشكل مؤلم وفتنا بشكل مغري كاغراء المخدرات للمدمنين ، لأنني وجدت نفسي أسيرة عشق مع وحش، شيطاني الساحر وهاجسي ... غالاهان لا روزا هو المطارد الذي اقسم على امتلاكي سواء في حياته او موته ، وقلبي المخبول هذا قبل القسم بطاعة . حياتنا المتشابكة ابتلعتنا، مزّقت عائلتنا، ووضعت أطفالنا في قلب عاصفة لا تهدأ. هل سينجو حبّنا وسط هذه اللعنات؟ أم أنني سأدفع الثمن الأخير لمشاعري الملتوية.... ثمنًا لا يحتمله قلب عاشق لشيطان؟ ⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️⚫️ "أأنتِ خائفة مني؟" "لا... بل أخاف أن أصحو يومًا، فلا أجد شفتيّ قادرتين على تقبيلك... يا شيطاني الجميل."