في عالمٍ لا يشبه أيّ حياة، تجد نفسها عالقة داخل عقلها، حيث الذكريات تتناثر أمامها كأبوابٍ غامضة. كل باب يحمل لمحة من الماضي، لحظاتٍ كانت تنبض بالجمال والحياة، حتى وإن تسلل الحزن إليها دون أن تشعر... وأخرى حزينة، أثقلت قلبها، لكنها ما زالت تحتفظ بوهج من كانوا فيها. هل هي محاصرة في متاهة لا مفر منها؟ أم أن في قلب هذه المتاهة تكمن فرصة للنجاة من نفسها؟ وبينما تكشف الذكريات واحدة تلو الأخرى، تدرك الحقيقة: أن كل لحظة سعادة مرّت، لم تكن زائفة، بل ثمينة رغم الألم الذي تلاها. وأن كل لحظة حزينة مرّت، لم تكن نهاية، بل بداية لفهم أعمق لما كانت عليه. ستسعى لمواجهة ماضيها، لا للهروب منه، بل لفهمه واحتضانه، لحل العقد النفسية التي شكّلتها الحياة. لكن يبقى السؤال: هل يمكن لذكرياتٍ موجعة أن تكون بوابة نحو الشفاء؟ وهل في مواجهة الذات يكمن الخلاص الحقيقي؟ في "متاهة جميلة سيئة"، تكون الذكرى أجمل مما تظنه... حتى وإن كانت تؤلم.

في أعماق مدينة هادئة، حيث كانت الحياة الجامعية تمر بين قاعات الدراسة والمكتبات، كان " السفاح " يخفي سراً مظلماً خلف وجهه الهادئ وابتسامته الخافتة. كان يعيش حياة مزدوجة، بين طالب جامعي مجتهد وسفاح يطارد ضحاياه في الظلال. لم يكن أحد يعلم عن هويته الحقيقية، حتى هو لم يكن يتوقع أن مشاعره قد تخونه يوماً. في إحدى المحاضرات الروتينية، وقعت عينه على " فتاة"، الفتاة الجميلة والهادئة التي لم تكن ترى العالم بعينيها، بل كانت تشعر به من خلال قلبها، لأنها كانت عمياء. جذبته براءتها ورقتها، وأصبحت مشاعره تتضارب بين ظلامه الداخلي واحتياجه العميق للحب الذي لم يعرفه من قبل. بدأت قصة غريبة، حيث الصياد وقع في حب فريسته، وتصارعت في داخله رغباته القاتلة مع ولادة مشاعر إنسانية جديدة. لكن هل يمكن للحب أن يغير قلباً مملوءاً بالظلام، أم أن الماضي سيطارده إلى الأبد؟