_melen
ذهبت ريناتا كارسيفلي، معالجة نفسية جنائية، إلى جزيرة منسية لا تظهر على خرائط العالم، ظنًّا منها أن مهمتها واضحة: تشخيص حالاتٍ محددة من بين أخطر المجرمين.
لكنها لم تكن تعلم أن دخولها إلى سجن كاليغراي، هو بداية السقوط في قلب هاوية لا قرار لها.
جزيرة يقال إنها خارج حدود العقل والمنطق، يلفّها الضباب من كل الجهات، ويحيط بها بحر لا يهدأ، وتخنقها غابة لا تسمح بالهرب.
أما السجن... فليس مبنيًا فقط من الحجر، بل من الصمت، من الذكريات، ومن الوجوه التي لا تُظهر كل شيء.
ريغور مارسين، رئيس الأمن، الصلب، الحاد، والذكي، هو حارس الجحيم الذي لا يُخترق. لا يبتسم كثيرًا، لكن نظراته قادرة على تفكيك أكثر الأسرار تعقيدًا.
وبينه وبين ريناتا، تبدأ لغة غير منطوقة... توتر خافت، وفضول متبادل، يشبه السكون قبل العاصفة.
ثم هناك آلان ماكسيموس...
سجين برقم فقط، وصمتٍ عميق.
قاتل محترف، بارد كنصل، وهادئ كخطرٍ يقترب دون صوت.
في عينيه سواد لا ينطفئ، وفي كلماته نبرة لا تُنسى.
هو لا يصرخ، لا يحتج، لا يطلب...
لكنه إذا نظَر، يزرع شكًّا في عقلك... وإذا ابتسم، يخيف قلبك.
ذهبت ريناتا بحثًا عن إجابات...
وخرجت بأسئلة لا تنتهي.