maxmaxrosen
قبل عشرين عامًا، حين كانت الأرض تعاني جفاف الروح، مرّ عبر القرية رجلٌ لا يشبه البشر.
امتطى عربةً سوداء، يجرها حصانان أشد بياضًا من الضباب.
لم يتحدث إلى أحد، ولم يلتفت لأي نظرة مرتجفة،
لكن أثره كان معجزة لا تُنسى:
حيثما سارت عجلات عربته، تفتحت الأرض عن زهورٍ ملونة،
وانتشرت رائحة الربيع في طرقاتٍ نسيت لون الحياة.
ذاك الرجل كان يُلقب لاحقًا بـ دوق الزهور.
كان جميلاً بجمال لا يقاس:
بشرة كأنها نور الصباح،
وعينان تلمعان كغابات غارقة في الضباب،
وشعر أسود طويل، ينسدل على كتفيه كستارٍ من ليلٍ ساكن.
لكنه كان يحكمه قدرٌ مظلم:
لعنة أبدية -
أي روحٍ تلامسه، تتحول إلى زهرة أبدية، صامتة وجميلة، لكنها ميتة.
هرب الدوق من عالم الناس إلى قصرٍ ضائع وسط غابات لا تنتهي،
قصرٌ مشيد من الحجارة البيضاء، تحيط به حدائق شاسعة من الزهور البرية،
حيث كل زهرة تعيش تحت أنظاره كأميرة مدللة.
هناك عاش، راضيًا عن عزلته،
يقدّس كل نسمة عابرة،
ويعتني بكل وردة وكأنها آخر قصيدة تنبت من الأرض.
لم يطلب شيئًا، لم يشتهِ شيئًا،
حتى اعتقد العالم أنه صار أسطورةً منسية بين الأشجار.
لكن القدر، لا يترك قصص الجمال والمأساة تنام طويلاً.
أُرسلت إليه فتاة من عائلته - خطيبة مُعينة رغماً عنه،
لتكسر عزلة عشرين عامًا بقدومها الهادئ.
كانت جميلة بجما